الغارديان: موسكو تعلن عدم اعترافها بقرارات الجنائية الدولية بشأن جرائمها بأوكرانيا

الغارديان: موسكو تعلن عدم اعترافها بقرارات الجنائية الدولية بشأن جرائمها بأوكرانيا
الحرب في أوكرانيا

أعلنت روسيا عدم اعترافها بقرارات المحكمة الجنائية الدولية، على ضوء تقارير تشير إلى أن المحكمة بصدد إصدار مذكرات اعتقال ضد شخصيات روسية وفتح تحقيق بشأن جرائم حرب، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وقال الكاتب الصحفي بجوتر سوير في مقاله بالصحيفة، إن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أمس الثلاثاء في تصريحات صحفية، أن بلاده لا تعترف باختصاص المحكمة الجنائية الدولية -التي تتخذ من لاهاي مقرا لها- بعد ورود تقارير أن المحكمة سوف تصدر في القريب أوامر اعتقال ضد شخصيات روسية على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز ووكالة أنباء رويترز قد أعلنتا الاثنين الماضي أن المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية سوف يفتح تحقيقا رسميا بشأن حالتي جرائم حرب في أوكرانيا، وسوف يتم بمقتضاه إصدار أوامر اعتقال للعديد من الشخصيات الروسية التي يشتبه في تورطهم في تلك الجرائم، والتي تشمل تدمير البينة التحتية في أوكرانيا.

وأوضح الكاتب أنه في حالة قيام المحكمة بإصدار هذه المذكرات، ستكون المرة الأولى من نوعها أن تقوم المحكمة الدولية بإصدار مذكرات اعتقال فيما يخص الحرب في أوكرانيا.

ويلفت المقال إلى وجود تقارير تشير إلى قرب صدور مذكرات اعتقال، بعد أن قام المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية كريم خان بفتح تحقيق في جرائم حرب محتملة وجرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا بعد مرور أكثر من عام على بداية الحرب هناك.

ويوضح المقال أن روسيا تنفي تعمد إصابة أي مدنيين في أوكرانيا، إلا أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنها استهدفت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن روسيا قامت في عام 2000 بالتوقيع على لائحة روما التي بموجبها تمارس المحكمة الجنائية عملها إلا أنها لم توقع على الاتفاق النهائي لكي تصبح عضوا بها.

ويستطرد الكاتب أن موسكو قامت في عام 2016 بسحب توقيعها من اللائحة التأسيسية للمحكمة بعد يوم واحد من نشر تقرير يصنف ضم روسيا لشبه جزيرة القرم على أنه احتلال.

ويقول المقال إنه منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي قامت موسكو بقطع علاقاتها بالعديد من المنظمات الدولية الكبيرة، ما عمق من حجم الخلاف بين روسيا والدول الغربية.

ويوضح الكاتب في ختام مقاله أن روسيا قامت في مارس من العام الماضي بالانسحاب من مجلس أوروبا وهو الجهة المنوطة بمتابعة حالة حقوق الإنسان في قارة أوروبا، كما أنها أعلنت انسحابها من المحطة الفضائية الدولية بحلول عام 2024 في الوقت الذي تهدد فيه بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية.

الأزمة الروسية الأوكرانية

اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.

وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.

عقوبات اقتصادية

وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.     

ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 7,8 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية