إعصار القنبلة يضرب سان فرانسيسكو محملاً برياح عاتية وأمطار غزيرة
إعصار القنبلة يضرب سان فرانسيسكو محملاً برياح عاتية وأمطار غزيرة
ضرب إعصار "قنبلة" شمال كاليفورنيا محملا برياح عاتية، ما أسفر عن الإطاحة بأعمدة الكهرباء، وتحطيم النوافذ في وسط سان فرانسيسكو.
وضربت الأمطار الغزيرة ورياح تصل سرعتها إلى 80 ميلا (129 كيلومترا) في الساعة المنطقة، حيث عرقلت حركة السفر وأدت إلى وفاة شخص على الأقل في مقاطعة سان ماتيو بجنوب سان فرانسيسكو، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وقالت الهيئة الوطنية للأرصاد، في بيان، إن الإعصار سوف يضعف تدريجيا اليوم الأربعاء، ولكن الحواف الخارجية للإعصار سوف تجتاح الجنوب الغربي إلى جبال روكي.
وتأجلت رحلات جوية في مطار سان فرانسيسكو الدولي في وقت مبكر من اليوم الأربعاء، وظلت الكهرباء منقطعة عن نحو 137 ألف منزل وشركة عبر الولاية حتى الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي، بحسب الموقع الإلكتروني "باور أوتدج" الأمريكي الذي يرصد انقطاع الكهرباء.
إعصار القنبلة
يعرف إعصار القنبلة بأنه عاصفة متوسطة ومكثفة لها ضغط منخفض في مركزها ومجموعة من الأحوال الجوية المرتبطة بها، من العواصف الثلجية إلى الرعدية الشديدة إلى هطول الأمطار الغزيرة، وفقا لتقرير RT.
ويصبح الإعصار "قنبلة" عندما ينخفض ضغطها المركزي بسرعة كبيرة، بما لا يقل عن 24 مليبارا في 24 ساعة، وأعطى اثنان من خبراء الأرصاد الجوية المشهورين، فريد ساندرز وجون جياكوم، هذا النمط اسمه في دراسة أجريت عام 1980.
وعندما "يقصف" الإعصار أو يخضع لعملية تكوين القنبلة، فإن هذا يخبرنا أن لديه إمكانية الوصول إلى المكونات المثلى للتقوية، مثل الكميات العالية من الحرارة والرطوبة والهواء المتصاعد.
ولا تتكثف معظم الأعاصير بسرعة بهذه الطريقة، وتضع الأعاصير المتفجرة المتنبئين في حالة تأهب قصوى، لأنها يمكن أن تحدث آثارا ضارة كبيرة.
ويعد الساحل الشرقي للولايات المتحدة إحدى المناطق التي ينتشر فيها تكون القنابل، وذلك لأن العواصف في خطوط العرض الوسطى -وهي منطقة معتدلة شمال المناطق المدارية تشمل الولايات المتحدة القارية بأكملها- تستمد طاقتها من التباينات الكبيرة في درجات الحرارة وعلى طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة خلال فصل الشتاء، هناك تباين حراري قوي بشكل طبيعي بين الأرض الباردة وتيار Gulf Stream الدافئ.
وفوق المحيط الأكثر دفئا، تكون الحرارة والرطوبة وفيرة، ولكن بينما يتحرك الهواء القاري البارد في السماء ويحدث فرقا كبيرا في درجة الحرارة، يصبح الغلاف الجوي السفلي غير مستقر.
ويرتفع الهواء ويبرد ويتكثف مكونا غيوما وهطولا، وتتطلب الأعاصير الشديدة أيضا ظروفا مواتية فوق السطح، ويمكن لرياح المستوى العلوي القوية بشكل خاص، والمعروفة أيضا باسم "الخطوط النفاثة" والموجات عالية السعة المضمنة في مسارات العاصفة، أن تساعد في إجبار الهواء على الارتفاع.
وعندما يتخطى خط نفاث قوي نظام الضغط المنخفض المتطور، فإنه يخلق نمط ردود الفعل الذي يجعل الهواء الدافئ يرتفع بمعدل متزايد، وهذا يسمح للضغط بالانخفاض بسرعة في وسط النظام.
ومع انخفاض الضغط، تشتد الرياح حول العاصفة، وفي الأساس، يحاول الغلاف الجوي موازنة اختلافات الضغط بين مركز النظام والمنطقة المحيطة به.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.