"يوليا" و"لاريسا".. لاجئتان ترويان كيف بدأ الأوكرانيون حياة جديدة في سلوفاكيا (صور)
"يوليا" و"لاريسا".. لاجئتان ترويان كيف بدأ الأوكرانيون حياة جديدة في سلوفاكيا (صور)
عاشت يوليا وابنتها إيفا البالغة من العمر 11 عاما في بلدة صغيرة بالقرب من دنيبرو في أوكرانيا، وتمتعتا بحياة هادئة وممتعة معا.
في البداية، عندما بدأت الحرب الشاملة في فبراير 2022، لم ترغب يوليا في مغادرة أوكرانيا، ترددت لفترة طويلة، تتذكر هذه الأوقات قائلة: "لم أكن أتخيل ترك عائلتي ووطني.. شعرت كأنني سأخونهم".
وغير متأكدة من المستقبل، تتذكر يوليا لحظات اختبأت فيها هي وابنتها في الحمام، مرتعبة، تتحقق باستمرار من الهاتف بحثا عن تنبيهات أمنية، كافحتا للعثور على البقالة الأساسية، مثل الخبز والدقيق، في المتاجر.
عندما أدركت يوليا أنها لم تعد قادرة على إطعام ابنتها، عرفت أن عليها مغادرة أوكرانيا، تقول: "قررت أن أذهب من أجل طفلتي إيفا.. لو كنت وحدي لما غادرت".
يوليا وابنتها
قبل بضع سنوات، خضعت إيفا لعملية زرع كلى ومنذ ذلك الحين فهي تحتاج إلى دواء يقوي جهاز المناعة لديها، في اليوم الذي بدؤوا فيه التعبئة، تدهورت صحتها إلى الأسوأ بسبب الإجهاد والدواء القوي الذي كانت تتناوله منذ الجراحة.
وبينما كانت تحمل إيفا بين ذراعيها، أدركت يوليا أن الوضع سيصبح أكثر خطورة، تقول: "أخذنا فقط أدويتها وبعض الملابس، كل ما يمكن أن نضعه في حقيبة واحدة".
كانت مغادرة أوكرانيا صعبة بشكل خاص على يوليا، لكنها كانت تعلم أن عليها التغلب على خوفها والقيام بما هو أفضل لها ولابنتها.
تقول: "لم تكن هناك طريقة أخرى بالنسبة لنا، كان علي أن أقول وداعا لأمي وأصدقائي.. تعانقنا جميعا وبكينا.. لا أستطيع حتى وصف الألم بالكلمات".
توجهتا إلى سلوفاكيا دون أن تعرفا ما إذا كانتا ستريان أسرتهما مرة أخرى، وعند وصولهما إلى سلوفاكيا، بدأت يوليا في البحث عن سكن في براتيسلافا، كانت بحاجة إلى شقة فردية بها وسائل راحة خاصة للحفاظ على سلامة إيفا، بعيدا عن مخاطر العدوى.
علمت عن برنامج إسكان قصير الأجل نظمته المنظمة الدولية للهجرة بالشراكة مع Airbnb.org تمكنت من خلاله من الحصول على شقة بغرفة نوم واحدة لها ولابنتها في براتيسلافا.
تقول يوليا: "أنا حقا أحب ذلك هنا في سلوفاكيا، إنه قريب من أوكرانيا، عقليتنا تشبه إلى حد كبير عقول الناس هنا، إنهم منفتحون ومخلصون".
ستكمل يوليا، التي كانت فنانة مكياج محترفة في أوكرانيا، قريبا تدريبا للعمل في مركز تجميل تم افتتاحه حديثا في براتيسلافا، كما أنها تأخذ دورات في اللغة السلوفاكية تنظمها المنظمة الدولية للهجرة.
ومن جانبها، أدارت لاريسا وزوجها سيرهي وكالة سياحية صغيرة في كييف لمدة 25 عاما.
بعد تصاعد الحرب، مع تعليق وظائفهما، أصبحا متطوعين بدوام كامل، وساعدا الأوكرانيين النازحين داخليا الذين كانوا يفرون من العنف في الجزء الشرقي من البلاد ويطلبون المساعدة في العاصمة.
ووزعت منظمتهم التطوعية المواد الغذائية ومستلزمات النظافة والملابس الدافئة والمعلومات الأساسية للنازحين في كييف.
تقول لاريسا أثناء عرض الصور ومقاطع الفيديو من حدث خيري نظم في مدرسة مجاورة: "كان أهم شيء بالنسبة لنا هو مواساة وحماية الأطفال الأوكرانيين حتى لا يشعروا بتأثير الحرب ولا يزال بإمكانهم التمتع بطفولة آمنة".
على الرغم من الإرهاق تمكنت لاريسا وسيرهي من مساعدة الناس لمدة ثمانية أشهر.
لاريسا وزوجها
تتذكر قائلة: "تغير كل شيء مرة أخرى مع حلول فصل الشتاء، أصبحت إمدادات الطاقة غير مستقرة.. في كييف، لم تعد لدينا إمدادات منتظمة من الكهرباء، ليس لدينا ماء أو تدفئة مركزية.. ما هو أسوأ من ذلك، هناك تفجيرات طوال الوقت، ليس لدينا مأوى مناسب بالقرب من منزلنا لحمايتنا في حالة وقوع انفجار".
لذلك، قرر الزوجان الذهاب إلى سلوفاكيا والعيش في الخارج حتى نهاية الحرب.
يقولا: "هذا هو المكان الذي اكتشفنا فيه برنامج المساعدة السكنية التابع للمنظمة الدولية للهجرة في كوشيتسه وشعرنا بالارتياح الشديد لأن المكان كان متاحا لنا على الفور.. لا نعرف إلى متى ستستمر الحرب، لكننا كنا بحاجة إلى الشعور بالأمان لفترة من الوقت".
تضيف لاريسا: “نريد العودة إلى ديارنا بمجرد انتهاء الحرب، حياتنا وعائلاتنا وقلوبنا في أوكرانيا”.
ومثل يوليا، بدأ الزوجان في حضور دورات اللغة السلوفاكية التي تنظمها المنظمة الدولية للهجرة، قائلين: "نريد التكيف قدر الإمكان ومحاولة الاستقرار في حياة جديدة.. نحن ممتنان جدا لكل من ساعدنا في طريقنا إلى بر الأمان".
من خلال شراكتها مع Airbnb.org، وفرت المنظمة الدولية للهجرة إقامة قصيرة الأجل في سلوفاكيا لما يقرب من 600 شخص قادمين من أوكرانيا، وقد وفر برنامج المساعدة السكنية التابع للمنظمة الدولية للهجرة في كوشيتسه سكنا في منتصف المدة لأكثر من 100 لاجئ حتى الآن.
ومنذ تصاعد الحرب في أوكرانيا، تساعد المنظمة الدولية للهجرة الأشخاص الفارين إلى سلوفاكيا بالدعم الذي يتراوح من الإقامة المؤقتة إلى الغذاء والمواد المادية الضرورية والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي وغيرها، وبالإضافة إلى ذلك، تقوم المنظمة الدولية للهجرة ببناء قدرات العاملين في الخطوط الأمامية في مجال مكافحة الاتجار ومنع الاستغلال والاعتداء الجنسيين.
ومع دخول الحرب عامها الثاني، تحول التركيز نحو إدماج أولئك الذين فروا في المجتمع السلوفاكي، ويشمل ذلك توفير السكن داخل المراكز الانتقالية المحسنة، والمشورة القانونية والاجتماعية والوظيفية، ودورات اللغة السلوفاكية، ودعم حصول الأطفال على التعليم وإيجاد سكن طويل الأجل.