العراق: 515 مصاباً جراء عاصفة ترابية ضربت البلاد
العراق: 515 مصاباً جراء عاصفة ترابية ضربت البلاد
أعلنت وزارة الصحة العراقية، اليوم السبت، أن حصيلة حالات الاختناق جراء العاصفة الترابية الأخيرة بلغت 515 حالة.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية "واع" أن وزير الصحة الدكتور صالح الحسناوي، يتابع عن كثب تقديم الخدمات الصحية للمصابين.
وقال المتحدث باسم الصحة العراقية الدكتور سيف البدر، إن مؤسسات وزارة الصحة في بغداد والمحافظات، استقبلت أكثر من 515 حالة اختناق مختلفة الشدة جراء العاصفة الترابية التي شهدتها مناطق في البلاد أمس.
وأكد المتحدث، تقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم بمتابعة من وزير الصحة وأن غالبيتهم غادروا المستشفيات، مشيرا إلى عدم تسجيل أي حالة وفاة مع استنفار مستمر لسيارات الإسعاف.
وأعلنت سلطة الطيران المدني العراقي، أمس الجمعة، أن الرحلات الجوية في مطار بغداد لا تزال منتظمة، وحسب وكالة الأنباء العراقية، انتظمت الرحلات الجوية في مطار بغداد الدولي بالعراق "مع مدى رؤية مقبول رغم العاصفة الترابية".
من جهته، قال جهاد الديوان، المتحدث باسم سلطة الطيران المدني، إن تعليق الرحلات في المطارات يشترط أن يكون مدى الرؤية لدى الطيار 500 متر تقريبا أو أقل.
يشهد العراق خلال الفترة الانتقالية بين الشتاء والربيع عواصف ترابية في عدد من المحافظات والمدن العراقية، متسببة باختناقات تؤدي إلى دخول العشرات المستشفيات، فيما يرجع خبراء هبوب العواصف الترابية إلى شح هطول الأمطار في غرب البلاد، ما جعل التربة السطحية جرداء وخالية من الغطاء النباتي.
وتتعكر أجواء العراق سنوياً بالعواصف الترابية التي تعد ظاهرة مستفحلة تستدعي إيجاد الحلول المناسبة لها، تتمثل في زيادة الاهتمام بالتشجير، وإحاطة المدن بأحزمة خضراء تقلل من وصول الغبار.
ورغم ما حبت به الطبيعة العراق من ثروات نفطية ومائية، فقد بات مصنفا كأحد خمس دول هي الأكثر عرضة للخطر جرّاء التأثر بتغير المناخ والتصحر.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.