"اليونيسيف": وفيات الأطفال في أوكرانيا بلغت "درجة مأساوية"
"اليونيسيف": وفيات الأطفال في أوكرانيا بلغت "درجة مأساوية"
قالت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، كاثرين راسل، إن أعداد ضحايا الأطفال في أوكرانيا أصبحت "معلما مأساويا"، حيث أصدر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أحدث تقرير له عن ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات في البلاد، منذ أن شنت روسيا غزوا واسع النطاق في فبراير 2022.
ونقل بيان نشره الموقع الرسمي لمنظمة "اليونيسيف"، حول تقرير مجلس حقوق الإنسان، أنه منذ تصاعد الحرب، قتل ما لا يقل عن 501 طفل، مشيرا إلى أن "هذا معلم مأساوي آخر لأطفال أوكرانيا وعائلاتهم".
وسجل آخر تحديث للمفوضية السامية لحقوق الإنسان وقوع 765 ضحية مدنية في أوكرانيا، في الفترة من 1 إلى 31 مارس، بما في ذلك 178 حالة وفاة و587 إصابة.
ومنذ الغزو في 24 فبراير 2022 إلى 2 إبريل 2023، سجل المكتب 22607 إصابات في صفوف المدنيين: 8451 حالة وفاة و14156 جريحا.
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: "هذه الأرقام ليست سوى غيض من فيض.. معظم الإصابات نجمت عن استخدام القوات الروسية للأسلحة المتفجرة واسعة التأثير في الأحياء السكنية".
وفي كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان، قال إن القانون الدولي ينتهك يوميا، مضيفا أن مكتبه وثق جرائم مثل الإعدام بإجراءات موجزة والاختفاء القسري والعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات الجسيمة.
وقالت "راسل": "إن الأطفال والأسر في أوكرانيا يدفعون أعلى ثمن لهذه الحرب الوحشية"، وأضافت: "وراء كل رقم عائلة ممزقة، تغيرت إلى الأبد.. إنه أمر مؤلم للقلب".
واستجابة لذلك، تقدم اليونيسيف للأطفال المساعدة الحرجة، بما في ذلك الرعاية والدعم النفسي والاجتماعي.
ويشير تحليل اليونيسيف إلى أن النسبة المئوية للأطفال الذين يعيشون في فقر قد تضاعفت تقريبا من 43% إلى 82%، ويعد الوضع حادا بشكل خاص بالنسبة لـ5.9 مليون شخص نازحين حاليا داخل أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، تم تقييد وصول الأطفال والأسر إلى الخدمات الأساسية بشدة.. ما يقدر بنحو 1.5 مليون طفل معرضون لخطر الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة وغيرها من مشكلات الصحة العقلية، مع آثار وتداعيات محتملة على المدى الطويل.
وورد أن أكثر من 800 مرفق صحي قد تضررت أو دمرت بسبب القصف والغارات الجوية.
قالت "اليونيسيف" إن آلاف الأطفال الفارين من الصراع في جميع أنحاء أوكرانيا يفتقرون إلى اللقاحات الحيوية لحمايتهم من شلل الأطفال والحصبة والدفتيريا وغيرها من الأمراض التي تهدد حياتهم.
ومنذ بداية الحرب، قدمت الوكالة، بدعم من المجتمع الدولي، لوازم التعلم إلى 1.8 مليون طفل وأشركت أكثر من 2.5 مليون طفل في برامج التعليم.
كما قدمت اليونيسيف مساعدات مثل الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي لـ4.6 مليون طفل ومقدم رعاية، وخدمات الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي لـ725 ألف امرأة وطفل، والحصول على المياه الصالحة للشرب لـ5.6 مليون شخص، وخدمات الرعاية الصحية لـ5.4 مليون، والمساعدة النقدية متعددة الأغراض لـ277 ألف أسرة داخل أوكرانيا وفي البلدان المضيفة للاجئين.
وشددت "راسل": "في نهاية المطاف، يحتاج الأطفال والأسر إلى السلام.. لا يمكن أن يأتي في وقت قريب بما فيه الكفاية.. الحرب هي دائما أسوأ عدو للأطفال، سواء في أوكرانيا، أو في عدد لا يحصى من النزاعات الأخرى في جميع أنحاء العالم".
وقالت إن كل طفل، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه، يستحق أن ينمو في بيئة سلمية، وأضافت: "لا ينبغي أن يختبر أي طفل طفولة يشوبها العنف والخوف".