تقرير: التحصين ضد شلل الأطفال في ملاوي أحد أنجح البرامج بإفريقيا

يعد برنامج التحصين ضد شلل الأطفال الموسع في ملاوي واحدا من أنجح البرامج في إفريقيا، على الرغم من أن تغطية التحصين قد اتجهت نحو الانخفاض منذ عام 2014، وفقا لتقرير نشره الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر IFRC.

وكانت وزارة الصحة في ملاوي قد أبلغت عن حالة مؤكدة للإصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النمط الأول في مقاطعة ليلونغوي في 17 فبراير 2022، وأعقبها إعلان رئيس الدولة عن اندلاع فاشية.

وكانت هذه أول حالة منذ عام 1992 وكانت أيضا أول حالة تكشف عن حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النمط الأول في إفريقيا منذ عام 2016.

يذكر أن القارة الإفريقية أعلنت خالية من فيروس شلل الأطفال البري منذ عام 2020 وحصلت ملاوي على وضع خالٍ من شلل الأطفال في عام 2005، ومع ربط التسلسل الجيني لهذه الحالة الفيروس بسلالة كانت منتشرة في مقاطعة السند الباكستانية في عام 2019، ما يشير إلى أن هذا كان فيروسا مستوردا، ويمثل الكشف عن حالة واحدة من فيروس شلل الأطفال البري من  النمط الأول خارج البلدين المتبقيين اللذين يتوطنهما المرض، وهما باكستان وأفغانستان، حالة طارئة تتطلب استجابة فعالة وواسعة النطاق لمنع انتشاره.

وفي أعقاب هذا التطور، وضعت وزارة الصحة، بدعم من الشركاء، استراتيجيات للقضاء على شلل الأطفال في البلد تتماشى مع منظمة الصحة العالمية من خلال الاستراتيجية العالمية لإنهاء مرحلة شلل الأطفال.

وقد وضعت وزارة الصحة بالفعل برنامجا وطنيا موسعا للتحصين، يتناول الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك شلل الأطفال والحصبة.

ويعد تحصين جميع الأطفال أحد المجالات ذات الأولوية الصحية الرئيسية لحكومة ملاوي على النحو المبين في الخطة الاستراتيجية الثانية لقطاع الصحة (HSSP II) واستراتيجية ملاوي الثالثة للنمو والتنمية (MGDS III).

ومن خلال الخطة الثانية للتأمين الصحي والمساواة (HSSP)، التي يتم تفعيلها من خلال حزمة الخدمات الصحية الأساسية (2017-2022) والعديد من الخطط الاستراتيجية المحددة مثل الخطة المتعددة السنوات لبرنامج التمنيع الموسع (2017-2021)، التزمت الحكومة بتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية الأولية والثانوية والثالثية وإنصافها وجودتها.

ويغطي برنامج التحصين الموسع الوطني في المقام الأول، الأطفال دون سن سنة واحدة، من خلال برنامج توعية مجتمعي قوي، ما أدى إلى تحسن كبير في تغطية خدمات التحصين.

ولسنوات عديدة، حافظ البرنامج على تغطية عالية للتحصين تزيد على 80%، وقد أدت معدلات التحصين المرتفعة في ملاوي إلى تقليل عبء الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

وانخفضت النسبة المئوية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و23 شهرا في ملاوي والذين تلقوا جميع اللقاحات الأساسية من 82% في عام 1992 إلى 64% في عام 2004 قبل أن ترتفع إلى 81% في عام 2010.

وبين عامي 2010 و2015/16، انخفضت النسبة بشكل طفيف إلى 76%، وخلال هذه الفترة نفسها، ظلت نسبة الأطفال الذين لم يتلقوا أي تطعيمات منخفضة بين 2% و4%، وفقا للمسح الديموغرافي والصحي في ملاوي، (MDHS) (2015-/16).

وأعطت ملاوي أكثر من 90% من أهداف التطعيم المخطط لها في ثلاث من أصل أربع فئات من اللقاحات التقليدية، وفي عام 2021، نجحت الحكومة في إعطاء اللقاحات التقليدية وكان لقاح شلل الأطفال الفموي هو الأعلى حيث تم إعطاء 95% من لقاح شلل الأطفال الفموي المخطط له، كان لدى BCG أدنى معدل تنفيذ مع طرح 88% من التطعيم المخطط له.

وعلى غرار العديد من البلدان الأخرى في العالم، توفر ملاوي لقاحا ضد شلل الأطفال يستهدف فيروس شلل الأطفال من النمطين الأول والثالث بعد استئصال فيروس شلل الأطفال من النمط الثاني على الصعيد العالمي.

كما تقوم الدولة بتطعيم أطفالها بلقاح فيروس شلل الأطفال المعطل في جميع المقاطعات الـ29 في جميع أنحاء البلاد مع تغطية جيدة مستدامة حتى الآن منذ إدخاله في عام 2018 حيث إن اللقاحات هي استراتيجية الوقاية الأكثر فعالية والمتاحة لهذا المرض، بالإضافة إلى تحسين ممارسات المياه والصرف الصحي.

وفي إطار هذه الاستجابة، أطلقت حكومة ملاوي، من خلال وزارة الصحة، حملة تطعيم ضد شلل الأطفال أجريت في أربع جولات؛ الجولة الأولى (21-24 مارس 2022)، الجولة الثانية (21-24 إبريل 2022)، الجولة الثالثة (11-14 أغسطس 2022) والجولة الرابعة (13-16 أكتوبر 2022).

استهدفت حملة التطعيم 2.9 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 0-5 سنوات، ساهمت هذه العملية في توسيع نطاق الإنجازات لخطة التطعيم.