"الصحة العالمية": استهداف المرافق الصحية بالسودان انتهاك لحقوق الإنسان
"الصحة العالمية": استهداف المرافق الصحية بالسودان انتهاك لحقوق الإنسان
أدانت منظمة الصحة العالمية بشدة ما أفيد عن وقوع هجمات ضد العاملين في المجال الصحي والمرافق الطبية وسيارات الإسعاف في السودان ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة اثنين آخرين.
ونقل الموقع الرسمي للمنظمة، عن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، دكتور أحمد المنظري، أن الهجمات على المرافق الطبية تحد كذلك من إمكانية الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة بما يعرض مزيدا من الأرواح للخطر.
وأبدى المنظري القلق البالغ، في بيان صحفي، إزاء التقارير التي أفادت بتعرض المرافق الصحية للضربات العسكرية واختطاف سيارات الإسعاف أثناء وجود المرضى والمُسعفين بها ونهب المرافق الصحية واحتلالها من قبل القوات العسكرية.
وقال المنظري إن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، انتهاك صارخ للقانون الدولي والحق في الصحة، وشدد على ضرورة إنهائها على الفور وأن تضمن أطراف الصراع الوصول الآمن للمرضى والعاملين الصحيين وسيارات الإسعاف إلى المستشفيات في جميع الأوقات.
وذكر أن ضمان حصول المرضى على الخدمات الصحية يجب ألّا يقتصر فقط على علاج الإصابات وإنما يتعين أن يشمل أيضا الحصول على الخدمات الأساسية الأخرى المنقذة للحياة.
ووفق منظمة الصحة العالمية فقد أفادت التقارير بتوقف 16 مستشفى (منها تسعة مستشفيات في الخرطوم) عن العمل بسبب الهجمات، كما أن 16 مستشفى في الخرطوم وولايات أخرى، منها ولايات دارفور، على وشك التوقف عن العمل بسبب إنهاك الطواقم والعاملين ونقص الإمدادات.
وأشار المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية إلى أن مستشفيات الخرطوم التي تستقبل المصابين أبلغت عن نقص في الدم ومعدات نقل الدم والسوائل الوريدية والإمدادات الطبية وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة، كما يتم الإبلاغ عن نقص المياه والكهرباء والوقود والغذاء للمرضى.
اشتباكات عنيفة
استيقظ 45 مليون سوداني، السبت 15 إبريل، على أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة والانفجارات في الخرطوم وعدة مدن أخرى، على إثر الاشتباكات العنيفة التي دارت بين قوات الجيش السوداني الذي يقوده الفريق عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها حليفه السابق محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.
أسفرت الاشتباكات -وفق نقابة الأطباء السودانية- عن مقتل العشرات وإصابة المئات.
وطالبت الأمم المتحدة والجامعة العربية وواشنطن وموسكو بوقف "فوري" للقتال في السودان. أما الجارة القوية مصر فدعت الطرفين إلى "التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس".
انسداد سياسي
ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين.
ومطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.
وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.
كانت قوات الدعم السريع شكلت في 2013، وانبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي اعتمد عليها البشير لقمع التمرد في إقليم دارفور.