"المجلس الاستشاري للأمم المتحدة" يرسم مساراً جديداً للحوكمة العالمية
"المجلس الاستشاري للأمم المتحدة" يرسم مساراً جديداً للحوكمة العالمية
دعا تقرير جديد للأمم المتحدة إلى ضرورة إحداث تحول كبير في الحوكمة العالمية بهدف التعامل بشكل أفضل مع التحديات الحالية التي تلوح في الأفق مثل أزمة المناخ والتهديدات الأمنية المتزايدة.
ووفقا للموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، حمل التقرير الصادر عن المجلس الاستشاري رفيع المستوى المعني بالتعددية الفعالة، عنوان: "تحقيق تقدم من أجل الناس والكوكب: حوكمة عالمية فعالة وشاملة لليوم والمستقبل"، وهو وضع خطة طموحة لإصلاح الهيكل العالمي.
وتم إنشاء المجلس الاستشاري بواسطة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في عام 2022، برئاسة مشتركة من رئيسة ليبيريا السابقة، إلين جونسون سيرليف، ورئيس وزراء السويد السابق، ستيفان لوفين، وهو مكلف بتقديم المشورة للدول الأعضاء بشأن القضايا التي تحظى باهتمام عالمي حيث يمكن للحوكمة الأفضل أن تحدث فرقا.
قرارات اليوم تؤثر على المستقبل
قال لوفين: "ستحكم علينا الأجيال القادمة من خلال القرارات التي نتخذها اليوم.. يمكن للتعددية أن تنجح، لكن يجب أن تعمل بشكل أفضل وأسرع.. تهدف توصياتنا التي تركز على الناس إلى تعزيز التعاون الدولي ودعم التنفيذ السريع لأهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس بشأن تغير المناخ".
ووافقت جونسون سيرليف على ما قاله لوفين، ومضت قائلة: "إنني على ثقة من أن التقرير يوفر الإطار الذي تحتاج إليه الأمم المتحدة والدول الأعضاء وجهات أخرى لتعزيز التعاون الدولي للأجيال الحالية والمقبلة".
وأشارت إلى أن التقرير نابع من مشاركة استمرت لمدة عام مع مئات الشبكات، والمنظمات وجماعات المجتمع المدني الملتزمة بالتصدي للتحديات العالمية.
وقالت إن الحلول التي قدمتها هذه الأطراف "ستساعد الأجيال الحالية والمستقبلية على تجنب الآثار الكارثية لمسارنا الحالي وتأمين عالم أكثر استدامة وعدلا وسلما للناس والكوكب".
هيكل عالمي أقوى
وتشمل توصيات التقرير تعزيز الهيكل العالمي للسلام والأمن والتمويل، وتحقيق انتقالات عادلة معنية بالمناخ والرقمنة، وضمان المزيد من الإنصاف في صنع القرار العالمي.
ويشدد التقرير أيضا على أن المساواة بين الجنسين ينبغي أن تكون في صميم نظام متعدد الأطراف متجدد إلى جانب توصيات بضمان أن يصبح النظام أكثر ترابطا وأكثر شمولا وفعالية.
مصلحة الجميع
ويحوي التقرير ستة تغيرات تحويلية: إعادة بناء الثقة في التعددية من خلال الإدماج والمساءلة؛ واستعادة التوازن مع الطبيعة وتوفير الطاقة النظيفة للجميع؛ وضمان تمويل وفير ومستدام؛ ودعم التحول الرقمي العادل الذي يطلق العنان لقيمة البيانات ويحمي من الأضرار الرقمية؛ وتمكين الترتيبات الأمنية الجماعية الفعالة والعادلة؛ وإدارة المخاطر عبر الوطنية الحالية والناشئة.
وقال لوفين: "يجب ألّا تعيق التوترات الجيوسياسية اليوم معالجة التحديات المتعددة والمتنامية لأمننا الجماعي".
الاستعداد بشكل أفضل
وأضاف لوفين: "نحن بحاجة إلى الفهم والاستعداد بشكل أفضل للمخاطر الناشئة والمستقبلية.. نحن بحاجة إلى بناء المزيد من الشفافية والثقة في العلاقات الدولية"، مشيرا إلى دعوة التقرير لبذل جهد متجدد لإصلاح مجلس الأمن، وتعزيز هيكل الأمم المتحدة لبناء السلام، وتوسيع العلاقات بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية.
وسيوجه التقرير المداولات الجارية التي تسبق قمة المستقبل المقرر عقدها خلال 2024، حيث ستنظر الدول الأعضاء في سبل إرساء الأسس لتعاون عالمي أكثر فعالية.
ولاية المجلس الاستشاري
أنشأ الأمين العام للأمم المتحدة المجلس الاستشاري رفيع المستوى بشأن التعددية الفعالة، وهو يعتمد على تقرير خطتنا المشتركة الصادر في سبتمبر 2021، بناء على طلب الدول الأعضاء، والذي يوجه الطريق نحو مستقبل أكثر اخضرارا وأمانا للكوكب.
ويقدم المجلس الاستشاري -المكلف بالبناء على هذه الأفكار- اقتراحات ملموسة لترتيبات متعددة الأطراف أكثر فعالية عبر مجموعة من القضايا العالمية الرئيسية، بما يضمن مراعاة مصالح واحتياجات النساء والفتيات والشباب والأجيال القادمة بشكل كامل.