جبال الألب فقدت جليداً في 2022 أكثر من أي وقت مضى

جبال الألب فقدت جليداً في 2022 أكثر من أي وقت مضى

أعلنت وكالة مراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، عن ذوبان المزيد من الجليد في جبال الألب الأوروبية العام الماضي أكثر من أي وقت مضى تم تسجيله من قبل.

وقالت "خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ"، إن الأنهار الجليدية فقدت أكثر من 5 كيلومترات مكعبة من الجليد.

وأضافت الوكالة أنه إذا تم ضغط هذه الكتلة من الجليد في مكعب، فإن حوافها ستكون نحو خمسة أضعاف ونصف ارتفاع برج إيفل.

ولم يكن الجليد هو الرقم القياسي الوحيد الذي تم تسجيله في الخدمة لعام 2022، حيث شهدت أوروبا أيضا أكثر فصول الصيف سخونة تم تسجيلها على الإطلاق.

وبلغ متوسط درجة الحرارة 1.4 درجة مئوية فوق الفترة المرجعية من 1991 إلى 2000.

ووفقا لكوبرنيكوس، فإن درجات الحرارة في أوروبا ترتفع بنحو ضعف المتوسط العالمي.

وتميز الصيف بجفاف واسع النطاق أصاب أكثر من ثلث أوروبا، مما أثر على الزراعة والنقل وإمدادات الطاقة في القارة.

وقالت الوكالة إن ظروف الجفاف تعود إلى انخفاض معدل تساقط الثلوج أقل من المتوسط في الشتاء السابق وموجات الحر الشديدة في الصيف.

وفي جنوب أوروبا، كانت هناك أيضا زيادة كبيرة في عدد الأيام التي تتسم بـ"الإجهاد الحراري الشديد"، حيث تشكل درجات الحرارة العالية خطرا على الصحة.

وبالإضافة إلى ذلك، كان الإشعاع الشمسي في أوروبا أكثر كثافة من أي وقت آخر خلال الأربعين عاما الماضية.

وأدى ذلك إلى إمكانيات أعلى من المتوسط لإنتاج الطاقة الشمسية في أجزاء كثيرة من القارة. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه.

وتعود سجلات "خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ" إلى عام 1979. وتستخدم خدمة تغير المناخ أيضا بيانات من المحطات الأرضية والمناطيد والطائرات والأقمار الصناعية التي تعود إلى عام 1950.

 ويتم نشر البيانات الشهرية حول درجات الحرارة والغطاء الجليدي البحري وغيرها من الجوانب بمساعدة تحليلات الحاسوب.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

دراسات وتحذيرات

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية