مرشح للرئاسة التركية يتعهد بإعادة السوريين لبلدهم في غضون سنتين

مرشح للرئاسة التركية يتعهد بإعادة السوريين لبلدهم في غضون سنتين
كمال كليتشدار أوغلو

تعهد المرشح التركي المعارض في الانتخابات الرئاسية، كمال كليتشدار أوغلو، بإعادة اللاجئين الذين فروا من الحرب في سوريا المجاورة خلال السنتين القادمتين، إذا فاز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة الشهر القادم.

وقال كليتشدار أوغلو أمام تجمع للناخبين أقيم الثلاثاء في مدينة إسكي شهر بوسط الأناضول: "سنرسل أشقاءنا وشقيقاتنا السوريين إلى بلادهم خلال سنتين على أقصى تقدير"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

ولم يوضح كيفية تنفيذ خطته الطموحة.. وشدد خبراء في وقت سابق على أنه لا يعتبر من الأمور القانونية إجبار السوريين، الحاصلين على الحماية المؤقتة في تركيا، على العودة لوطنهم.

وجاءت تصريحات كليتشدار أوغلو وسط مشاعر عداء متزايدة ضد اللاجئين في تركيا، التي تكافح بالفعل في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية.

وقال كليتشدار أوغلو: "ماذا يفعل 3.6 مليون سوري في بلادنا؟"، مشيرا إلى البطالة المتنامية في تركيا. وحذر رغم ذلك من "العنصرية" ضد السوريين. 

وعادة ما يلقي رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي كليتشدار أوغلو، باللائمة على الرئيس رجب طيب أردوغان، وتعهد بإصلاح العلاقات مع الأطراف الإقليمية، بما في ذلك سوريا.

سباق انتخابي محموم 

 وتنظم الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية في 14 مايو وستبت في بقاء الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الذي يحكم البلاد منذ عقدين، في السلطة من عدمه.

 وتخوض المعارضة الانتخابات بجبهة موحدة من ستة أحزاب اختارت مرشحا واحدا للرئاسة هو كمال كليتشدار أوغلو، المدعوم من حزب “الشعوب الديمقراطي” المؤيد للأكراد والذي يعتبر القوة السياسية الثالثة في البلاد وثاني تنظيم معارض في البرلمان.

وتشير أحدث الاستطلاعات إلى أن السباق بين كليتشدار أوغلو والرئيس الحالي أردوغان سيكون محموما في الانتخابات.

العلاقة بين تركيا وسوريا

وفي سياق آخر، أجرى وزراء الدفاع ورؤساء المخابرات في تركيا وروسيا وإيران وسوريا محادثات في موسكو اليوم الثلاثاء وصفتها أنقرة وموسكو بأنها بناءة، وذلك في إطار جهود لإعادة بناء العلاقات التركية السورية بعد عداء دام سنوات خلال الحرب في سوريا.

وقالت وزارتا الدفاع التركية والروسية في بيانين منفصلين إن الوزراء ورؤساء المخابرات ناقشوا في الاجتماع تعزيز الأمن في سوريا وتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

 وأفاد البيانان بأن الدول الأربع أكدت مجددا رغبتها في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وضرورة تكثيف الجهود من أجل عودة اللاجئين السوريين سريعا إلى وطنهم.

لكن مصدرا سوريا مسؤولا نفى حصول توافق على تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا عقب الاجتماع. 

وقال المصدر في تصريح لصحيفة الوطن السورية المقربة من القيادة الحاكمة في سوريا: "لا صحة للبيان الذي بثته وزارة الدفاع التركية التي تتحدث عن خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، وما حصل في الاجتماع بين وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا وإيران كان للبحث في آلية انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية ولم يتطرق الاجتماع إلى أية خطوات تطبيعية بين البلدين".

وأضاف المصدر أن "التطبيع أو العلاقة الطبيعية بين تركيا وسوريا تعني انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وبغير الانسحاب لا تنشأ ولا تكون هناك علاقات طبيعية، وأن الانسحاب هو أول مسألة يجب أن يتم حسمها في مباحثات عملية التطبيع".

وسيطرت القوات المسلحة التركية والقوّات التّابعة لها على عدّة مناطق من محافظات حلب، الرقة والحسكة شمال سوريا، خلال الحرب الأهلية السورية. على الرغم من أن هذه المناطق تعترف اسميًا بحكومة تابعة للمعارضة السورية، فإنها تشكل في الواقع كيانًا سياسيًّا منفصلًا تحت حكم السلطة المزدوجة للمجالس المحلية اللامركزية والإدارة العسكرية التركية.

المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا مساحتها 8835 كم² وتضمّ أكثر من 1000 بلدة، بما في ذلك مدن مثل عفرين، وتل أبيض، ورأس العين، والباب، وأعزاز، ودابق، وجرابلس، وجنديرس، وراجو وشيخ الحديد. تم الاستيلاء على غالبية هذه المناطق بعد طرد مقاتلي تنظيم داعش وشنّ عمليات عسكرية ضد مناطق قوات سوريا الديمقراطية، إذ تعتبر الحكومة التركية كلاً من داعش وقوات سوريا الديمقراطية منظمات إرهابية، لكن على الرغم من الهجمات ضدهما للاستيلاء على الأرض فإن بعض البلدات مثل أعزاز كانت بالفعل تحت سيطرة المُعارضة السورية قبل التدخل التركي.

 وانتقلت الحكومة السورية المؤقتة إلى بعض المناطق التي تسيطر عليها تركيا وبدأت في بسط سلطة جزئية هناك، مثل تقديم الوثائق للمواطنين السوريين.. ومنذ مايو 2017، بدأت تركيا في اعتبار المنطقة «منطقة آمنة».

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية