"الأغذية العالمي" يدعو المجتمع الدولي إلى إبقاء السودان نصب عينيه

"الأغذية العالمي" يدعو المجتمع الدولي إلى إبقاء السودان نصب عينيه

دعت المسؤولة الإعلامية لدي برنامج الأغذية العالمي في السودان ليني كينزلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الالتزام بما اتفقا عليه في جدة و"ترجمته واقعيا" على الأرض، من خلال تأمين الممرات الإنسانية الآمنة لإيصال المساعدات والخروج الآمن للنازحين من الخرطوم.

جاء ذلك في حوار أجرته كينزلي مع أخبار الأمم المتحدة، تطرقت فيه إلى استئناف أنشطة البرنامج في البلاد بعدما اضطر إلى تعليقها في أعقاب مقتل ثلاثة من موظفيه في اليوم الأول من القتال في 15 إبريل.

وقالت "كينزلي": "تمكنا من دعم 50 ألف شخص من خلال حزم غذائية طارئة في 3 ولايات، وهي القضارف وكسلا والنيل الأبيض، وهذا يشمل اللاجئين الموجودين مسبقاً والنازحين داخلياً".

وأضافت:" في الوقت الحالي، نركز جهودنا على عمليات توزيع المساعدات على النازحين حديثاً في ولاية الجزيرة، ومعظمهم فروا من الخرطوم، وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها برنامج الأغذية العالمي بتوزيع المواد الغذائية والمساعدات الطارئة في ولاية الجزيرة.. إنها عملية لوجستية كبيرة لإنشاء القدرة على التوزيع وإقامة عمليات إغاثة في ولاية لم يكن لدينا فيها قاعدة عمليات من قبل، لذلك تعمل فرقنا على مدار الساعة لتحقيق ذلك".

وقالت "كينزلي": "إن أحد أكبر التحديات التي تواجهنا لأن حالة الأمن سيئة للغاية في السودان لدرجة أننا لا نستطيع العمل إلا في جيوب معينة حيث يكون الوضع آمنا.. لقد حددنا هذه الولايات الأربع لتوسيع نطاق عمليات الطوارئ الأولية، ونأمل أن الاتفاق الجديد الذي تم توقيعه للتو، سيفتح المجال لممرات إنسانية وسيوسع قدرة وصول المساعدات الإنسانية، حتى نتمكن من الوصول إلى تلك المناطق التي يفر إليها الناس، ونأمل أن نستطيع العودة للعمل في ولايات دارفور في أقرب وقت ممكن".

وأكدت: "لذا يناشد برنامج الأغذية العالمي طرفي النزاع وقف إطلاق النار بشكل دائم، حتى نتمكن من تنفيذ عمليات الإغاثة الطارئة الحيوية هذه".

وحول أشكال المساعدة، ذكرت "كينزلي" أنه: "في الوقت الحالي تعد السيولة النقدية في البلاد صعبة للغاية لأن البنوك لا تعمل، ولذلك نقدم في الوقت الحالي حصصاً غذائية طارئة على شكل عبوات من الذرة والعدس والزيت والملح.. نبحث في السبل التي يمكننا من خلالها القيام بتقديم المساعدة النقدية في الأشهر المقبلة، لكن هذا سيكون في غاية الصعوبة، لأن القطاع المصرفي مقفل تماماً".

وأضافت: "علاوة على ذلك، تم نهب الكثير من مخزوناتنا الغذائية، تم نهب حوالي 17200 طن متري من المساعدات الغذائية الطارئة، والتي كانت كافية لإطعام حوالي 1.6 مليون شخص لمدة شهر.. هذا بالإضافة إلى أنه تم نهب بعض المساعدات النقدية التي كان من المفترض أن نوزعها...وحصلت بعض حوادث النهب هذه في مكاتبنا المختلفة ومبانينا ومواقعنا في جميع أنحاء البلاد".

وأضافت "كينزلي": "قبل بدء النزاع الحالي، كانت الاحتياجات في السودان عالية جداً لدرجة أننا واجهنا عجزاً في التمويل يزيد على 300 مليون دولار أمريكي التي كانت مخصصة لتمويل نشاطنا على مدى الأشهر الستة المقبلة.. والآن بعد أن دفع الصراع المزيد من الناس إلى الجوع، زادت الاحتياجات الإنسانية، وأصبحت فجوة التمويل أكبر بكثير، لذلك، فالفجوة لا تقل عن 300 مليون دولار أمريكي، إن لم يكن أكثر".

بعد مقتل 3 موظفين

تقول "كينزلي": "لقد شعرنا جميعاً بصدمة وحزن شديدين لمقتل ثلاثة من زملائنا، وفي الواقع لقي 4 موظفين من بنك النيل الأزرق المشرق حتفهم أيضاً، كانوا يرافقون فريقاً يقوم بتوزيعات نقدية صباح يوم اندلاع الصراع في 15 إبريل، كانت تلك صدمة كبيرة، ولهذا اضطررنا إلى تعليق العمليات مؤقتا، ولكن الآن، منذ ذلك الحين، قام برنامج الأغذية العالمي وغيره من الوكالات الأممية والإنسانية بإعادة تشكيل عملياتنا، أنشأنا قاعدة في بورتسودان -وهي آمنة نسبياً مقارنة بالخرطوم- حيث سنعمل ونحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس في شرق السودان".

وتابعت: "كما ننظر أيضاً في الممرات الإنسانية المختلفة التي تمكننا من إيصال المساعدات إلى ولايات دارفور وكردفان، إما من الشمال عبر مصر أو عبر تشاد، ولكن الأمر المثير للقلق أيضاً هو تعطيل تدفق المساعدات إلى جنوب السودان لأن ذلك كان أحد الممرات الإنسانية التي كنا نستخدمها من قبل، حيث كان ينقل الطعام من بورتسودان نزولاً إلى كوستي في السودان، ثم نزولاً إلى جنوب السودان، لذلك، من المقلق للغاية أن الوضع الأمني قد تطور بطريقة تجعل من الصعب علينا نقل البضائع الإنسانية".

وشددت "كينزلي": "سلامة موظفينا هي شاغلنا الأول والأهم، ونحن نعمل بأي طريقة ممكنة".

رسالة للمجتمع الدولي وأطراف النزاع

وفي ختام حديثها قالت "كينزلي": "رسالتي إلى المجتمع الدولي هي: أبقوا السودان نصب أعينكم، لا تنسوا الشعب السوداني الذي كان بالفعل في وضع صعب للغاية من قبل، والذي وجد نفسه بلا ذنب في وضع صعب، وهو الآن في وضع أكثر خطورة".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية