تقرير أممي حول تأثير التجارة الإلكترونية على صحة النبات (فيديو)

يمكن للنباتات الصحية أن تساعد في القضاء على الجوع والحد من الفقر وحماية البيئة وتعزيز التنمية الاقتصادية، حسب ما ذكرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على هامش فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لصحة النبات، الذي يتم الاحتفال به 12 مايو من كل عام.

وقال البيان الذي نشره الموقع الرسمي للمنظمة، في حين أن النباتات هي مصدر للحياة -فهي تشكل 80% من الأغذية التي نأكلها وتنتج 98% من الأكسجين الذي نتنفسه- ولكن ارتفاع درجات الحرارة والسفر والتجارة الدولية تؤثر على دخول الآفات النباتية وانتشارها.

ولهذا السبب، في تقرير عن تأثير التجارة الإلكترونية على صحة النبات، تدعو وكالة الأمم المتحدة إلى "التفكير مليا قبل أي إجراء متعلق بذلك".

الحد من مخاطر التجارة الإلكترونية

نمت التجارة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم بسبب ملاءمتها، خاصة خلال جائحة كوفيد-19 ومع ذلك، لا يدرك الكثير من الناس أن النباتات والمنتجات الخاضعة للتنظيم، مثل المنتجات الزراعية، التي يتم شراؤها أو بيعها عبر الإنترنت يمكن أن تحمل الآفات والأمراض التي يمكن أن تضر بنباتات البلدان التي يتم استيرادها إليها.

وفي عام 2021، تلقت إميلي -اسم مستعار-  طردا في منزلها في كرايستشيرش/ نيوزيلندا، لم تكن تتوقعه، حيث كانت ابنتها البالغة من العمر 12 عاما، قد اشترت بيض الحشرات عبر الإنترنت، لم تبلغها مسبقا بذلك.

تقول إميلي: "لطالما أحببت ابنتي الحشرات، لقد مرت بمراحل مختلفة حيث طورت شغفها بالأنواع المائية والنمل والحشرات الأخرى.. لكنني لم أتوقع تلقي طرد أثناء الإغلاق، لذلك كنت قلقة".

وتابعت: " أوضحت لي ابنتي، التي تريد أن تصبح عالمة حشرات، أنها اشترت بيض الحشرات عبر الإنترنت وأنها جاءت من البرتغال.. بمجرد أن تفقس، كانت تأمل في جعلها حيواناتها الأليفة".

اتصلت إميلي وزوجها، المدركين للمخاطر التي يمكن أن يمثلها الوضع، بصديق نصحهما بالاتصال بوزارة الصناعات الأولية النيوزيلندية.

وتقول مسؤولة عن الفريق الوزاري المسؤول عن ضمان الأمن البيولوجي في صحة النبات، كارولين بليتش: "إنه إذا تم الإبلاغ عن مشكلة، فإن فريقها مسؤول عن الاتصال بالشخص صاحب المشكلة أو البلاغ في أقل من 30 دقيقة".

تتذكر "بيليتش": "تحدثنا إلى والدة الطفل وأخبرناها أننا بحاجة إلى تدمير هذه البويضات لتقليل المخاطر".

أخبر الفريق الوزاري إميلي بالإجراء الذي يتعين عليها اتباعه من فتح العبوة بعناية، وحتى التقاط الصور وتخزين الحزمة في الفريزر طوال الليل، ثم إسقاطها في صندوق بريدها في صباح اليوم التالي.

أرسلت الوزارة ضابطا لتتبع الطرد من منزل إميلي دون اتصال ونقل البيض إلى مختبر الصحة البيئية والنباتية التابع للوزير للتعرف عليها والتحقق مما إذا كانت تشكل خطرا.

وبعد الاختبارات التشخيصية، حددت الوزارة 14 عينة قابلة للحياة من بيض الحشرات اللاصقة، وفي حين أن بعض الأنواع منتشرة نسبيا في نيوزيلندا، فإن حشرة عصا الكآبة (Carausius morosus)، التي كانت في حزمة إميلي، لم يتم تأسيسها هناك ويحظر استيرادها بسبب الضرر الذي يمكن أن تسببه للتنوع البيولوجي.

تقول بليتش: "إذا تم تأسيسها في نيوزيلندا، فإن هذه الحشرة العصوية يمكن أن تضر بالنباتات المحلية وتغير نطاقات الحيوانات المستوطنة، ولكنها قد تضر أيضا بصناعاتنا الأولية".

وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة، تعد نيوزيلندا واحدة من المنتجين والمصدرين الرئيسيين للفواكه والخضراوات الطازجة، مثل الكيوي والتفاح والأفوكادو، وبلغ حجم صادراتها من المنتجات النباتية والحيوانية 4.5 مليار دولار أمريكي في عام 2021.

ويمكن أن تكون الآفات موجودة ليس فقط في النباتات، ولكن أيضا في تربة النباتات المستوردة وفي مواد التعبئة الخشبية أو البذور أو المنتجات الخشبية، مثل الحرف اليدوية والأثاث واللوحات.

ويمكن أن تنتشر الآفات والأمراض النباتية من بلد إلى آخر عبر البريد التقليدي أو من خلال خدمات التوصيل السريع والشحن الجوي أو البحري. 

إذا لم يكن العنصر الذي تستورده مصحوبا بشهادة صحة نباتية تؤكد خلوه من الآفات والأمراض، فهناك خطر كبير من دخول الآفة وانتشارها إلى مناطق جديدة.

وبمجرد أن تثبت الآفة النباتية نفسها في محيط جديد، يصبح القضاء عليها مكلفا للغاية ويكاد يكون مستحيلا.

وفي كل عام، يتم تدمير ما يصل إلى 40% من إنتاج المحاصيل بسبب الآفات، أي ما يعادل خسائر تجارية تصل إلى نحو 220 مليار دولار.

حماية نباتات العالم

تم إنشاء الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات (IPPC) لمنع دخول وانتشار الآفات والأمراض النباتية، تحت رعاية منظمة الأغذية والزراعة، وهي الهيئة الدولية الوحيدة المنشأة بموجب معاهدة لحماية صحة النبات.

تساعد الاتفاقية، التي صدّق عليها 184 بلدا، على منع دخول الآفات إلى مناطق معينة، وصحة النبات، وتعزيز التجارة الآمنة من خلال وضع معايير دولية ومساعدة البلدان على تنفيذها.         

كما تمنع المعايير الدولية انتشار الآفات والأمراض من بلد إلى آخر، ويمكن للبلدان استخدام المعايير الدولية للاتفاقية الدولية لوقاية النباتات لتدابير الصحة النباتية، والتي تعد المعيار الذهبي لصحة النبات، لتطوير تشريعات الصحة النباتية ومتطلبات الاستيراد على المستوى الوطني.

ويمكن للسلطات استخدام هذه المعايير كمعايير لتنفيذ برامجها وأنشطتها في مجال الصحة النباتية، والتي تتراوح من رصد الآفات إلى تحليل مخاطر الآفات في منطقة محددة، إلى الكشف عن الآفات المهمة ووضع برامج الاستئصال.

ويعد الانضمام إلى الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات واعتماد معاييرها لا يساعد فقط على تبسيط التجارة في المنتجات النباتية من خلال القضاء على المخاطر، ولكن أيضا على زيادة إنتاجية المحاصيل، ما يفيد الأمن الغذائي العالمي في نهاية المطاف.

زيادة الوعي العالمي بصحة النبات

دمرت وزارة الصناعات الأولية في نيوزيلندا بيض الحشرات العصوية، حيث تم حظر إدخالها إلى البلاد، وأبلغت إميلي أن الأنواع التي تم تحديدها كانت من الأنواع الضارة.

أوضحت إميلي لابنتها أن أفضل طريقة للقيام بذلك في المستقبل هي السعي لفهم التأثير الذي يمكن أن تحدثه أفعالها على نطاق أوسع و"التفكير مليا قبل الطلب عبر الإنترنت".

وتعد إجراءات التوعية بمخاطر الآفات ضرورية لمنع انتشار الآفات من بلد إلى آخر وترسيخ نفسها في مناطق جديدة.

بالإضافة إلى تثقيف الأفراد حول أهمية صحة النبات، تعمل الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات أيضا مع المنظمات الوطنية لوقاية النباتات لفرض معايير سلامة الاستيراد.