مهرجان كان ينهي دورته الـ76 وسط منافسة حادة على السعفة الذهبية
مهرجان كان ينهي دورته الـ76 وسط منافسة حادة على السعفة الذهبية
بعد 12 يوماً من الإبهار والفعاليات الزاخرة بالنجوم، ينهي مهرجان كان السينمائي دورته السادسة والسبعين، اليوم السبت، مع منح جائزة السعفة الذهبية لأحد الأفلام الـ21 في المسابقة الرسمية التي لا تزال المنافسة فيها محتدمة حتى اللحظات الأخيرة.
وسيعقد رئيس لجنة التحكيم، المخرج السويدي روبن أوستلوند الذي حصد العام الماضي، للمرة الثانية في مسيرته، جائزة السعفة الذهبية، عن فيلمه "تراينغل أوف سادنس"، جلسة مغلقة مع أعضاء اللجنة للتشاور واختيار الفائزين، بحسب وكالة فرانس برس.
وتعهد أوستلوند باعتماد "مقاربة ديمقراطية جدا لرئاسة" اللجنة، الحسم في هذا الموضوع بالتشاور مع 4 نساء و4 رجال في اللجنة، بينهم جوليا دوكورنو (مخرجة فيلم "تيتان" الفائز بالسعفة الذهبية عام 2021)، والممثلة بري لارسون المعروفة بدورها كبطلة خارقة في "كابتن مارفل"، والكاتب الأفغاني عتيق رحيمي والممثل دوني مينوشيه.
وقال أوستلوند: "أحب أن أستمع لما يقوله الجميع عن مختلف الأفلام لا أنوي إظهار نفسي بمظهر صاحب السلطة بأي شكل من الأشكال".
ولا يزال التشويق في أوجه قبيل الإعلان عن النتائج، مع بعض التكهنات التي ترجح فوز الفنلندي أكي كوريسماكي، صاحب المشاركات الكثيرة في المهرجان وأحد المخرجين المفضلين لدى روبن أوستلوتد، والذي حظي فيلمه "دد ليفز" المفعم بالشجن بإشادة واسعة.
وقد تأخذ قائمة الفائزين منحى سياسياً أكثر في حال قررت اللجنة منح جائزتها للبريطاني جوناثان غلايزر عن فيلمه "زون أوف إنترست" الذي يتناول قصة ضابط نازي يقع في غرام زوجة قائد معسكر أوشفيتز للإبادة.
كذلك، قد يحفر مواطنه كن لوتش البالغ 86 عاما، اسمه في تاريخ المهرجان كأول مخرج ينال السعفة الذهبية للمرة الثالثة، بعد فوزه عامي 2006 عن "ذي ويند ذات شايكس ذي بارلي"، وفي 2016 عن "آي، دانيال بلايك".
وكان لوتش آخر من يصعد سلالم المهرجان مساء السبت عن فيلمه "ذي أولد أوك" الذي يتطرق إلى مسألة استقبال اللاجئين السوريين في بريطانيا.
سعفة ثالثة لمخرجة
على صعيد الأداء التمثيلي، تشكّل الألمانية ساندرا هولر التي تعرّف عليها الجمهور العالمي في كان مع فيلم "توني إيردمان" سنة 2016، إحدى المنافسات الجديات لحصد الجائزة، إذ تميّزت في دورين هذا العام، مع أدائها شخصية زوجة القائد النازي في "زون أوف إنترست"، ودور أرملة متهمة بقتل زوجها في "أناتومي أوف إيه فال".
وقد كان هذا الفيلم الأخير، وهو عمل درامي مدته ساعتين ونصف الساعة، من أكثر الأفلام التي حظيت بثناء من النقاد العالميين، وإذا ما فاز العمل بالسعفة الذهبية، ستكون صاحبة العمل جوستين ترييت ثالث مخرجة تحصد هذه الجائزة في تاريخ المهرجان، بعد جين كامبيون ("ذي بيانو" سنة 1993)، وجوليا دوكورنو.
وأبعد من الجوائز، فإنّ حفلة اختتام المهرجان التي تقدمها كيارا ماستروياني وتُنقل مباشرة عبر التلفزيون والإنترنت اعتباراً من الساعة الثامنة والنصف مساء (18,30 ت غ)، تطوي صفحة النسخة السادسة والسبعين من الحدث التي ترأستها للمرأة الأولى إيريس كنوبلوك، التي أمضت معظم مسيرتها المهنية في استوديوهات "وارنر".
وقد طُبعت هذه الدورة خصوصاً بالجدل الذي رافق عودة جوني ديب إلى صدارة المشهد السينمائي من بوابة المهرجان، بعد المحاكمة الصاخبة التي تواجه فيها مع طليقته أمبير هيرد بسبب اتهامات متبادلة بالعنف الأسري، فضلا عن الحضور القوي للسينما الإفريقية، وعودة أساطير هوليوودية إلى جادة كروازيت الشهيرة في كان.
ومن بين الأسماء الكبرى التي حضرت إلى الريفييرا الفرنسية للمشاركة في المهرجان: مارتن سكورسيزي الذي قدّم مع النجمين ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو أحدث أفلامه، "كيلرز أوف ذي فلاور مون"، وهاريسون فورد الثمانيني الذي صعد درج المهرجان لمناسبة عرض أحدث أفلام "إنديانا جونز"، حيث يودع شخصية عالم الآثار الشهير، وأيضاً الممثلة جين فوندا والمخرج كوينتن تارانتينو اللذان تحدث كل منهما عن السينما ومسيرته الشخصية.
ومُنحت بعض المكافآت عشية الحفلة الختامية، بينها الجائزة الخاصة بفئة "نظرة ما" لفيلم "هاو تو هاف سكس" لمولي مانلينغ واكر، وجائزة "كوير بالم" المخصصة للأفلام عن مجتمع المثليين، إلى "مونستر" للمخرج هيروكازو كوري- إيدا المشارك أيضاً في المسابقة الرسمية.