اليوم الدولي لحفظة السلام.. 4200 ضحية قرباناً لحماية المدنيين بالعالم

يحتفل به في 29 مايو من كل عام..

اليوم الدولي لحفظة السلام.. 4200 ضحية قرباناً لحماية المدنيين بالعالم

بتقديم وابل من التضحيات، تعد عمليات حفظ السلام إحدى أدوات الأمم المتحدة الأكفأ في مساعدة البلدان المضيفة على شق الطريق الصعب من الصراع إلى السلام.

ويحيي العالم اليوم الدولي لحفظة السلام، في 29 مايو من كل عام، لتكريم القائمين على تلك البعثات الأممية وتذكير العالم بتضحياتهم.

وتنفرد عمليات حفظ السلام بتمتعها بنواحي قوة، بما في ذلك الشرعية، وتقاسم الأعباء، والقدرة على نشر القوات وأفراد الشرطة من جميع أنحاء العالم، والاحتفاظ بهم ودمجهم في حفظة السلام المدنيين من أجل النهوض بولايات متعددة الأبعاد لتحقيق السلام المستدام.

ويسعى حفظة السلام التابعون للأمم المتحدة، لتحقيق الأمن وتقديم الدعم السياسي، والدعم اللازم لبناء السلام، لمساعدة البلدان على التحول المبكر الشاق من الصراع إلى السلام.

وتهتدي عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام بثلاثة مبادئ أساسية، وهي موافقة الأطراف، والالتزام بالحياد بين الفصائل المتصارعة أو المتحاربة، وعدم استعمال القوة إلا دفاعاُ عن النفس ودفاعاُ عن الولاية.

وخلال العقدين الأخيرين، انتشرت بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، إذ بلغ عددها 12 عملية سلام يعمل بها 87 ألف فرد في 125 دولة بـ4 قارات، لدعم الأمن والاستقرار وسيادة القانون بالعالم.

وعمليات حفظ السلام المتعددة الأبعاد، لا يُطلب منها فقط صون السلام والأمن بل أيضا تسهيل العملية السياسية وحماية المدنيين والمساعدة في نزع سلاح المحاربين السابقين وتسريحهم وإعادة دمجهم.

كما تتولى بعثات حفظة السلام أيضا مهام تقديم الدعم لتنظيم الانتخابات، وحماية وتعزيز حقوق الإنسان، والمساعدة في استعادة سيادة القانون في البلاد المأزومة.

ويتسم مفهوم حفظ السلام بدينامية عالية، وتطور في مواجهة تحديات جديدة ومختلفة، لتحقيق شراكة عالمية فريدة بين قوات وأفراد شرطة الأممين، والحكومات المضيفة، للحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

واحتفالا بهذه المناسبة هذا العام، أحيت الأمم المتحدة اليوم الدولي لحفظة السلام بعدة فعاليات شملت توزيع جوائز تقديرية، ووضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري بمقر المنظمة والوقوف دقيقة صمت بقاعتي مجلس الأمن والجمعية العامة تكريما لذكرى أكثر من 4200 شخص من حفظة السلام الذين لقوا حتفهم أثناء تأدية واجبهم منذ عام 1948.

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن حفظة السلام هم منارة للأمل والحماية للمدنيين المستضعفين في عالم تزداد فيه المخاطر وعدم اليقين.

وأوضح غوتيريش أن حفظة السلام يمثلون القلب النابض لالتزام الأمم المتحدة تجاه السلام، قائلا: "بجمع حفظة السلام من مختلف أنحاء العالم، أصبحت عمليات حفظ السلام رمزا ملهما للعمل متعدد الأطراف".

كما شدد على ضرورة التفكير في الحاجة لإنشاء جيل جديد من بعثات فرض السلام وعمليات مكافحة الإرهاب، يقودها شركاء الأمم المتحدة بتفويض من مجلس الأمن، وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وضرورة أن يرافق ذلك تمويل مضمون.

وقدم الأمين العام جائزة الأمم المتحدة العسكرية لمناصري المساواة الجنسانية للكابتن سيسيليا إرزوا، ضابطة حفظ السلام من غانا التي تعمل في بعثة الأمم المتحدة في أبيي المعروفة باسم (يونيسفا) منذ مارس 2022.

وقال إن "الكابتن إرزوا رأت بشكل مباشر في أبيي آثار الصراع المروعة على المجتمعات وخاصة النساء، ولم تدخر جهدا لضمان الاستماع إلى أصوات المدنيين ونقلها".

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، لقي 102 من حفظة السلام الأمميين مصرعهم أثناء عملهم لحماية المدنيين في مناطق متفرقة من العالم خلال عام 2022.

ويصادف اليوم ذكرى مرور 75 عاما على إنشاء عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة، ورغم التزام ومسؤولية تلك البعثات الكبيرين، فإنها واجهت بعض المشكلات المتكررة من ضمنها نقص التمويل وغياب القدرات التشغيلية واللوجستية المطلوبة.

وفي هذا الإطار قال الأمين العام للأمم المتحدة في وقت سابق من العام، إن توفير تمويل مستدام ومرن لعمليات حفظ السلام بالعالم سيعالج ثغرة خطيرة في هيكل السلم والأمن الدوليين، وسيعزز جهود التصدي لتحديات السلام والأمن.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية