صندوق النقد الدولي يدعو إلى تسعير الكربون لتسهيل الانتقال في مجال الطاقة

صندوق النقد الدولي يدعو إلى تسعير الكربون لتسهيل الانتقال في مجال الطاقة

صرحت النائبة الأولى لمديرة صندوق النقد الدولي غيتا غوبيناث الأربعاء بأن تسعير الكربون سيكون ضروريًا للمساعدة في تمويل الانتقال العالمي إلى الطاقة المتجددة، محذرة من زيادة اللجوء إلى الدعم المالي للمشاريع "الخضراء".

وقالت غيتا غوبيناث في مؤتمر في واشنطن: "أعتقد أننا نحتاج فعلا كما تعلمون إلى وضع مسألة تسعير الكربون بشكل مباشر على الطاولة رغم كل القضايا السياسية المتعلقة بذلك"، وفق فرانس برس.

وأضافت: "لا يمكننا اعتبار الدعم المالي بديلا للرسوم على الكربون"، مشيرة إلى أن المناقشات الحالية بشأن تحول الطاقة "تتركز على ما يبدو على الدعم وليس على الأسعار".

وتابعت أنه "ماليا، هناك فرق كبير بين معالجة تسعير الكربون والدعم المالي".

وأشارت غوبيناث إلى أن هذه الممارسة تزيد الإيرادات التي يمكن استخدامها بعد ذلك لمساعدة الأسر والشركات على التعامل مع انتقال الطاقة، وكذلك خفض الديون.

وقالت غوبيناث إن تسعير الكربون "فعال جدا في توجيه الاستثمار إلى حيث يجب أن يذهب وتوفير الأنواع المناسبة من الحوافز للمشترين للانتقال من نوع من أنواع الطاقة إلى نوع آخر".

ويعادل تسعير الكربون شراء "ترخيص للتلوث" لتغطية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ووسع الاتحاد الأوروبي خصوصا سوقه للكربون الذي يعد بالفعل أكثر البرامج طموحًا في العالم ويغطي حاليًا نحو 40 في المئة من انبعاثات القارة.

وقالت غوبيناث إنها تدرك أن هناك أسبابا لتقديم دعم مالي للمساعدة في تحفيز الابتكار، لكن العالم يجب أن يتجنب "سباقا في هذه الإعانات" تهمش فيه الدول الأكثر ثراءً القدرة التنافسية للدول الأصغر بدعم سخي.

وأضافت أن هذا يمكن أن يؤدي إلى "دعم مشوه أكثر كلفة بكثير مما هو مطلوب".

وتأتي تصريحات غوبيناث بينما تشعر أوروبا بالقلق من خطة المناخ التي قدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن وتنص على منح إعانات سخية للسيارات الكهربائية الجديدة المصنعة في الولايات المتحدة.

وبعد مفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسّعت واشنطن منذ ذلك الحين إمكان الحصول على هذه المساعدات.

يعد نظام تسعير الكربون، الذي قد يأخذ شكل ضريبة الكربون أو أنظمة تداول تراخيص إطلاق الانبعاثات الكربونية (أو ما يعادلها من تدابير أخرى مثل القواعد التنظيمية على مستوى القطاعات) من أهم عناصر استراتيجية خفض الانبعاثات الكربونية، فالدعم من خلال الاستثمارات الخضراء وأعمال البحوث والتطوير لن يكون كافيا على الأرجح لتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية بحلول منتصف القرن الحالي، ولكن برفع تكلفة مصادر الطاقة عالية الانبعاثات الكربونية يمكن لنظام تسعير الكربون أن يحفز التحول إلى أنواع وقود أنظف وكفاءة استهلاك الطاقة، وفي المقابل نجد أن زيادة المعروض فقط من مصادر الطاقة النظيفة سيؤدي غالبا إلى خفض تكلفة الطاقة لكنه لن يحفز كفاءة استهلاك الطاقة بقدر كبير، ما سيتعذر معه بلوغ هدف صافي الانبعاثات الكربونية الصفرية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية