إندونيسيا تطرح خطة لتسوية النزاع الروسي الأوكراني سلمياً.. وكييف ترفض

إندونيسيا تطرح خطة لتسوية النزاع الروسي الأوكراني سلمياً.. وكييف ترفض

اقترح وزير دفاع إندونيسيا برابوو سوبيانتو، خطة لتسوية النزاع في أوكرانيا سلميا، تشمل وقف إطلاق النار، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح، ونشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.

وفي مبادرته التي طرحها اليوم السبت، خلال مؤتمر "شانجري- لا" للأمن في سنغافورة، ذكر الوزير الإندونيسي، أن البند الأول من الخطة الإندونيسية يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار من كلا الجانبين، بعد ذلك ينسحب كل جانب مسافة 15 كيلومترا عن مواقعه الحالية، لإنشاء منطقة جديدة منزوعة السلاح، مع ضرورة نشر قوات حفظ سلام دولية هناك بسرعة، بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية اليوم.

وتدعو الخطة كذلك، إلى تنظيم استفتاء في المناطق المتنازع عليها، بإشراف الأمم المتحدة، من أجل تأكيد موضوعي لإرادة غالبية السكان هناك، لكن الوزير لم يحدد ما هو المقصود بهذه المناطق، وشدد فقط على أن إندونيسيا مستعدة للمشاركة في كل هذه العمليات، بما في ذلك إرسال قواتها العسكرية كجزء من بعثة حفظ السلام الدولية.

وأكد الوزير، أن الإجراءات التي ذكرها قد "أثبتت فعاليتها في مجرى التاريخ"، مستشهدا بالوضع في شبه الجزيرة الكورية كمثال.

وقال وزير دفاع إندونيسيا: "نعم، لا يزال النزاع مجمدا في كوريا، وبحاجة إلى حل دائم، لكن رغم ذلك يعم بعض السلام هناك على مدار 50 عاما على الأقل، وهو أفضل بكثير من الدمار الشامل وقتل الأبرياء".

وذكر الكرملين سابقا، أنه يمكن للوضع في أوكرانيا أن يتحرك في الاتجاه السلمي، بشرط أن يؤخذ الوضع الفعلي والحقائق الجديدة في الاعتبار، وطبعا جميع مطالب موسكو معروفة جيدا للجميع، بحسب تاس.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، في وقت سابق، بأن موسكو أشارت مرات عدّة إلى أنها مستعدة للمفاوضات، لكن كييف فرضت على المستوى التشريعي حظرا على ذلك.

رفض أوكراني
فيما رفض وزير الدفاع الأوكراني، السبت، الخطة التي اقترحها نظيره الإندونيسي لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، واصفا إياه بمقترح "غريب".
وقال: "يبدو أنها خطة روسية وليست خطة إندونيسية... لسنا بحاجة ليأتي إلينا هذا الوسيط بهذه الخطة الغريبة".

وكانت إندونيسيا التي تفضل دبلوماسية عدم الانحياز، حاولت القيام بوساطة بين الطرفين المتحاربين لإحلال السلام، وزار الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو كييف وموسكو، والتقى القادة الأوكرانيين والروس العام الماضي، عندما ترأست بلاده مجموعة العشرين.

ورد برابوو سوبيانتو على الاتهام، وقال بصوت عال: "اسأل الإندونيسيين كم مرة تعرضوا للغزو".. وأضاف أن "هناك انتهاكات للسيادة ليس فقط في أوروبا".

وتابع: "قدمت خطة لحل النزاع.. ولا أقول من هو المخطئ ومن هو المحق".

صوتت إندونيسيا لصالح قرار للأمم المتحدة يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنها لم تطبق عقوبات اقتصادية على موسكو.

الأزمة الروسية الأوكرانية

اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.

وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.

عقوبات اقتصادية     

وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.     

ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 7,8 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية