تقرير دولي يناقش دور شبكات التواصل الاجتماعي في قضايا المخدرات

تقرير دولي يناقش دور شبكات التواصل الاجتماعي في قضايا المخدرات
رئيس الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، الدكتور جلال توفيق

حذر رئيس الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، الدكتور جلال توفيق، من التصاعد الملحوظ في استخدام المواد الأفيونية قوية المفعول، ووصفه بالكارثة.

وأفاد دكتور توفيق في حوار مع أخبار الأمم المتحدة بأن تقرير الهيئة لعام 2023 سيركز على موضوع دور الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في القضايا المتصلة باستعمال المخدرات.

وتحدث “توفيق” عن "الزيادة المقلقة" في تقنين استعمال القنب لأغراض غير طبية أو علمية على مستوى العالم.

وكان "توفيق" قد ركز على موضوع تقنين استعمال القنب في كلمته أمام المجلس الاقتصادي والاجتماعي في السابع من يونيو، محذرا من الاستعمال غير الطبي الذي يؤدي إلى زيادة الاستهلاك وخصوصا بين فئة الشباب.

وأوضح المسؤول الدولي: "مشكلة تقنين القنب الهندي ليست مشكلة الهيئة فقط، ولكنها مشكلة دولية وعلى أجندة كل المؤسسات الدولية.. تقنين القنب الهندي لأغراض غير طبية مخالف لمعاهدات 1961".

وأضاف: "ولكن ما الذي يعنيه تقنين استعمال القنب الهندي لأغراض غير طبية؟ هذا يعني أن هناك موجة قائمة على منظور حقوقي ومنظور اقتصادي أيضا.. وهناك أيضا أهداف يمكن تفهمها ومنها التقليل من المتابعات القضائية وما يترتب على ذلك من سجن وأموال باهظة تصرف على هذه المتابعات".

وأكد أن الخطاب في هذا الشأن موجه لعموم الناس ومنهم الشباب، قائلا: "عندما يتم التوجه للناس ويقال لهم إن القنب الهندي يمكن استخدامه لأي شخص فوق 18 عاما لأغراض غير طبية وترفيهية، فإن هذا يُفهم من جانب الشباب على أن القنب الهندي ليست له تبعات أو ضرر، وهنا تكمن المشكلة".

وشدد "توفيق" على أن سياسات الصحة العامة التي تقنن هذا القنب، تقنن بيع مادة القنب بتركيز قليل جدا في حدود ما بين 6- 7% في أغلب تلك الدول، لكن ما يباع في الشارع وما يلجأ إليه الشباب لا علاقة له بالقنب الذي تسمح تلك الدول بالولوج أو الوصول إليه، ولهذا فعندما يشتري هؤلاء الشباب القنب من الشارع، فإنهم يشترون القنب بتركيز أعلى وبنسبة أعلى بكثير من المسموح به.

وحول موضوع التمييز (فيما يتعلق بتوفير خدمات الصحة والدعم) للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، يقول الدكتور "توفيق": "هناك عدة طرق، الطريقة الأولى هي وجوب تغيير التسميات والتعبيرات عندما نتكلم عن الأناس الذين يتعاطون أو لهم مشكلة مع المخدرات، هذه أمور يجب التعامل معها بجدية حتى نغير المفاهيم، ثانيا، التوعية: يجب التعامل بجدية مع تلقين الناس وتحسين مفاهيم الرأي العام بشأن هذه المشكلة على أنها مشكلة صحة، وليست مشكلة سلوكيات منحرفة".

وأضاف: "نرى أيضا تصاعدا في استخدام مؤثرات أفيونية اصطناعية قوية المفعول، وهذه تعد كارثة"، موضحا: "كنا لعقود مضت نتكلم عن المسكنات والأفيونيات وهذا صحيح، ولكن عندما قمنا بتلميع صورة هذه المواد عبر الإشهار وخصوصا في أمريكا الشمالية في فترة التسعينيات، كانت تباع على أنها ناجحة جدا في مقاومة الألم، وكان هذا الأمر صحيحا ولا يزال صحيحا، ولكن الإفراط في وصف هذه المواد أصبح يؤدي لإدمان كبير وأصبح الناس الذين لا يتمكنون من شرائها، يبحثون عنها في الشارع ويشترون من السوق السوداء منتجات مماثلة، ويصاحب هذا تسممات ووفيات ناجمة عن استخدام تلك المواد".

وشدد "توفيق": "للأسف الشديد، هذه المواد تؤدي إلى إدمان شديد يصعب الإقلاع عنه، وفي حالات كثيرة تؤدي إلى الموت.. المشكلة الأخرى هي أن هناك عملية خلط لبعض أنواع المخدرات بتلك المخدرات الاصطناعية الأفيونية بما يجعلها أكثر خطورة لأن الشخص الذي يتعاطاها لا يعرف تركيبتها ومدى خطورتها".

وقال "توفيق": "اختارت الهيئة لتقريرها القادم لعام 2023 موضوع استعمال الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في الترويج للمخدرات واستعمالها، وهنا نتحدث عن استعمال الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي وسلبي، فيمكن استخدام الإنترنت في عمليات التوعية والإرشاد والوقاية أيضا".

وشدد قائلا: "هذه المشكلة تستدعي منا كمجتمع دولي أن يكون هناك تعاون، فمن الصعب أن تتعامل دولة واحدة أو منطقة واحدة مع هذه المشكلة وتجد لها حلولا بدون التواصل ووجود نوع من التنسيق والتعاون الدولي".

وعلى صعيد آخر، شدد "توفيق" على أن "أحد أهم الأشياء التي نلح عليها في كل اجتماعاتنا، وهو أن نوازن ما بين الإفراط الموجود في بعض الدول في وصف وسهولة الحصول على هذه المواد والذي يؤدي إلى مشكلة الأفيونيات في أمريكا الشمالية، وقلتها وندرتها في بلدان أخرى واختلاف نظرة العاملين في القطاع الصحي لهذه المواد على أنها مواد خطيرة".

وحول الإجراءات التي اتخذتها الهيئة من أجل ضمان تنفيذ المعاهدات الدولية لمراقبة المخدرات، قال "توفيق": "هناك حوار متواصل ومستمر بين الهيئة وجميع الدول، فمن مهام الهيئة، وجود التواصل المستمر مع الدول للجواب على بعض المشاكل والتفاهم حول بعض المفاهيم وأيضا لتصحيح بعض المفاهيم ولنقل الخبرة ومساعدة تلك البلدان".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية