نتائج الآلاف من طلاب الجامعات البريطانية معلقة بسبب إضراب المصححين
نتائج الآلاف من طلاب الجامعات البريطانية معلقة بسبب إضراب المصححين
تُرك عشرات الآلاف من طلاب الجامعات البريطانيين دون معرفة النتائج النهائية لشهاداتهم هذا الصيف، بمن في ذلك بعض الذين قد يضطرون لحضور احتفالات التخرج وهم لا يعرفون إذا كانوا نجحوا أو فشلوا، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وبحسب تقرير للصحيفة، يُعتقد أن حوالي ثلث طلاب السنة النهائية في المملكة المتحدة البالغ عددهم 500 ألف قد تأثروا بحركة مقاطعة المصححين للتقييم ومنح الدرجات في 145 جامعة، وهو جزء من أزمة الخلاف على الأجور بين الجامعة واتحاد الكليات (UCU) وأرباب العمل الذي تسبب في توتر العلاقات بين الموظفين والطلاب والإدارة.
وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة للكثيرين، فإن التأخير في تأكيد شهاداتهم هو الأحدث في سلسلة من الاضطرابات التي عانوا منها منذ عام 2020، عندما تم إلغاء امتحانات المستوى A و BTec واستبدالها بخوارزمية فاشلة أثناء الوباء، وتسببت عمليات الإغلاق وإجراءات الوقاية من حرمان الطلاب من الذهاب إلى الحرم الجامعي وحصرهم في التعلم عبر الإنترنت في سنواتهم الأولى.
مع رفض أعضاء اتحاد الجامعات، تصحيح الامتحانات النهائية والأطروحات والدورات الدراسية منذ إبريل، تصدر معظم الجامعات نتائج أو شهادات مؤقتة للسماح للطلاب بالتخرج في الوقت المحدد، وتم إخبار الطلاب أنه سيتم إصدار الدرجة العلمية الخاصة بهم فقط عند الانتهاء من التقييمات في غضون عدة أشهر.
وتعد جامعة كامبريدج من بين الأكثر تضررًا، وقد أخبرت الطلاب أنهم لن يتمكنوا من التخرج حتى يتم تصحيح امتحاناتهم النهائية.
وقال نائب رئيس جامعة كامبريدج المؤقت الدكتور أنتوني فريلنج، في مذكرة إلى زملائه، إن نصف طلاب السنة النهائية بالجامعة وما يصل إلى 90% من طلاب الدراسات العليا في الدورات التعليمية قد تأثروا، وحذر: "لا يزال بإمكان الطلاب انتظار الشهادات بشكل جيد في العام الدراسي المقبل".
وأخبرت جامعة إدنبرة هذا الأسبوع 2000 طالب متضرر أنه يمكنهم المشاركة في حفل التخرج والحصول على شهادة على خشبة المسرح، لكنها أضافت: "في عدد قليل جدًا من الحالات، يمكن للطلاب الحاصلين على شهادات جامعية متأخرة والذين حضروا احتفال التخرج أن يكونوا غير مؤهلين للحصول على الشهادة بمجرد مراجعة العلامات بعد انتهاء المقاطعة".
وأوضحت: "في هذه الحالات النادرة، سنتصل بالطالب لإبلاغه بتفاصيل عن فرص إعادة العام أو إعادة الاختبارات والتقييمات ذات الصلة".
أزمة غلاء معيشة
وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.
وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.
دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية" فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.
مؤخرا نفذ عمال السكك الحديدية والأطباء وقطاع التمريض في بريطانيا إضرابا عن العمل، بعد فشل مفاوضات بشأن زيادات في الأجور تماشيًا مع التضخم الذي سجل مستويات قياسية.
وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الوطني للتعليم البريطاني، أن الإضراب بين أعضائه في الخريف المقبل سيكون السبيل الوحيد المتاح إذا لم يتم حل الخلاف مع الحكومة بشأن رفع المرتبات لمواجهة ارتفاع التضخم.
وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.