الأزهر الشريف يدعم "الأخوة" ويؤكد: انتصاراً لكرامة الإنسان
الأزهر الشريف يدعم "الأخوة" ويؤكد: انتصاراً لكرامة الإنسان
شارك الأزهر الشريف برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في تأسيس ورسم ملامح وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي جاءت بدعم ورعاية كاملين من دولة الإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، لتكون إطارا يلتقي عنده الجميع، وقلعة للمحبة والسلام، يدخلها العالم أجمع وتحيطهم بدفئها وتحميهم بأسوارها العالية من أي شرور.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ75 ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في الـ4 من فبراير، ليكون يوما عالميا للأخوة الإنسانية، حيث وقع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان هذه الوثيقة التاريخية في أبوظبي يوم 4 فبراير عام 2019.
واعتبر فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الشريف، أن تبنّي الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإجماع أعضائها، إعلان الرابع من فبراير من كل عام، "يوما دوليا للأخوة الإنسانية" هو دعم عالمي لكل الجهود المخلصة التي تسعى لنشر ثقافة التعايش والإخاء، ومكافحة التميز والعنصرية والكراهية، بل هو انتصار لكرامة الإنسان، أيا كان دينه، وأيا ما كان جنسه أو موقعه أو لونه.
وتضمنت وثيقة "الأخوة الإنسانية" قيما نبيلة نصت عليها كل الشرائع السماوية، فحثت على إفشاء السلام، واتخاذه منهجا حياتيا، ودعت إلى إعلاء قيم التعارف والعيش المشترك، كما أكدت حق الإنسان في الحرية المسؤولة، سواء في العقيدة أو التعبير أو الفكر أو الممارسة، وأرست آدابا للتعامل في ظل التعددية والاختلاف في الدين واللون والعرق والجنس واللغة.
الأزهر يدعم الأخوة الإنسانية
ومن منطلق إدراك الأزهر الشريف بحسه الديني ودوره العالمي وواجبه الإنساني، لحاجة البشرية إلى هذا النور الذي يبدد ظلمات العنف والتطرف، ويكشف التيارات المنحرفة، أعلن عن وثيقتين، فقد جاءت الأولى عام 2017، بعنوان "إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك"، فيما جاءت الثانية عام 2019، وحملت عنوان "وثيقة الأخوة الإنسانية".
وفي الوثيقة الأولى، أكد الأزهر أن المسلمين والمسيحيين إخوة في الإنسانية، وشركاء في الوطن، وأنهم جميعا متساوون في الحقوق والواجبات، كما شدد هذا الإعلان على أن المواطنة مصطلح أصيل في الإسلام، وأنها تقوم على قبول التعددية الدينية والاجتماعية والعرقية.
أما الوثيقة الثانية، توجه من خلالها الأزهر إلى العالم بأسره، بدءا بقادة الدول وصناع السياسات والاقتصادية العالمية، من أجل وقف الحروب وسيل الدماء غير المبرر، والعمل المشترك على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام.
ووجه الأزهر من خلال وثيقة "الأخوة الإنسانية"، رسالة إلى المفكرين والفلاسفة ورجال الدين والإعلاميين والفنانين والمبدعين، طالبهم فيها بضرورة العمل على تفعيل كل هذه المبادئ المشرقة.
مبادئ إنسانية
نادت وثيقة "الأخوة الإنسانية"، بإقامة العدل المبني على الرحمة، وبالحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، وهي كلها مبادئ توفر للبشرية كل مقومات الحياة الكريمة، كما أنها تصل بالإنسانية من خلال هذه القيم النبيلة إلى كل خير.
وتعد وثيقة "الأخوة الإنسانية"، شهادة لعظمة الإيمان بالله الواحد الذي يجمع القلوب المتفرقة على معنى أن الله خلقنا لنتعاون ونتعارف ونتعايش كإخوة متحابين، وتدعو الوثيقة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة.
وتمثل الوثيقة نداء لكل ضمير حي ينبذ العنف البغيض والتطرف الأعمى، ولكل محب لمبادئ التسامح والإخاء التي تدعو لها الأديان وتشجع عليها، وتعد أحد مساعي شيخ الأزهر الشريف بالتعاون مع بابا الفاتيكان، بهدف الوصول إلى سلام عالمي ينعم به الجميع في هذه الحياة.