"النرويجي للاجئين": هدم مخيم في "كابول" ترك 280 أسرة بدون منازل

"النرويجي للاجئين": هدم مخيم في "كابول" ترك 280 أسرة بدون منازل

أعلن المجلس النرويجي للاجئين أنه تلقى تقارير من فرقه الميدانية تفيد بأن هدم مخيم في كابول ترك ما يقدر بنحو 280 أسرة بدون منازل.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي للمجلس، أفادت عدة عائلات تحدث معها "النرويجي للاجئين" أنها اضطرت إلى إخلاء منازلها في ظل ظروف مؤلمة.

وهناك تقارير من عائلات تم إخلاؤها تفيد بأن طفلا يبلغ من العمر 4 سنوات و15 عاما فقدا حياتهما أثناء عملية الإخلاء، حيث بدأت الجرافات في هدم المخيم في وقت مبكر من صباح الاثنين، وبحلول نهاية اليوم لم يبقَ شيء.

وقال المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين في أفغانستان، نيل تيرنر: "من خلال طرد الأسر الضعيفة للغاية، أضافت سلطات كابول فصلا جديدا إلى الكتاب الطويل لمعاناة الأسر النازحة في أفغانستان".

وأضاف: "إننا نحث السلطات على وقف أي عمليات إخلاء أخرى والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، ولا سيما السياسة الوطنية الأفغانية بشأن النازحين، التي تضمن حقوقهم ضد الإخلاء القسري".

وبالإضافة إلى حصد الأرواح، تركت عمليات الإخلاء المفاجئة الأسر المتضررة عاجزة وغير قادرة على إنقاذ ممتلكاتها من الحطام، وكانت العائلات تنتظر في الشارع دون أن تعرف إلى أين تذهب، في الوقت الذي تمنع فيه الوكالات الإنسانية من دخول الموقع.

وفي عام 2021، أبلغت السلطات المجتمع الإنساني بخططها لإعادة النازحين داخليا إلى مناطقهم الأصلية وإغلاق المستوطنات غير الرسمية في جميع أنحاء البلاد، وإذا ما تم تطبيق هذه السياسة فإنها ستؤثر على نحو مليوني شخص يعيشون في مستوطنات غير رسمية شبيهة بالأحياء الفقيرة، وعادة ما يكونون في ظروف مروعة وغالبا ما يعتمدون اعتمادا كبيرا على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

وقال "تيرنر": "إن النازحين داخليا الذين يعيشون في هذه المستوطنات هم بالفعل على وشك البقاء على قيد الحياة ويكافحون مع الأزمة الاقتصادية، وهذا يثير مخاوف جدية من أن تؤدي عمليات الإخلاء إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية الشديدة أصلا".

وأضاف: "على الرغم من النداءات المتكررة للسلطات للتواصل مع الوكالات الإنسانية في أفغانستان لاعتماد عملية عودة أبطأ وأكثر استدامة، فقد أجبر عدة آلاف من النازحين داخليا على ترك منازلهم.. وللأسف، فإن قلة منهم لديهم بدائل معقولة، والعديد ممن تم إجلاؤهم خلال العام الماضي ما زالوا بلا مأوى ومحرومين من المساعدة الإنسانية التي كانت تقدم في المستوطنات".

ووفقا لبيان المجلس النرويجي للاجئين، أفاد سكان المستوطنات المجاورة بأنهم تلقوا إخطارات بالإخلاء، مما يثير مخاوف من إخلاء المزيد من المستوطنات في الأيام المقبلة.

يذكر أن السلطات ملزمة بالتزامات بموجب القانون الدولي، بما في ذلك ضد عمليات الإخلاء القسري، وفي هذا الصدد، ولكي يفي الإخلاء بالمعايير الدولية ولا يكون إخلاء قسريا، يجب على السلطات الامتثال لعدة مبادئ، بما في ذلك الالتزامات بعد حدوث الإخلاء، وتحديدا أنه يجب ألا يترك الناس بلا مأوى أو يعيشون في مساكن غير لائقة.

أزمة إنسانية عنيفة

وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية.

عادت حركة طالبان للحكم مجدداً بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي.

ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة ما يزيد على 55% من سكان أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية