"العالمية للأرصاد الجوية": درجات الحرارة القصوى ستزداد "تواتراً وشدة"

"العالمية للأرصاد الجوية": درجات الحرارة القصوى ستزداد "تواتراً وشدة"
جفاف أحد الأنهار في كينيا

حذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، من أن المخاطر المرتبطة بموجة الحر التي تجتاح نصف الكرة الشمالي لم تنتهِ بعد.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي للوكالة الأممية، فإن موجات الحر من أكثر الأخطار الطبيعية تأثيرا على الصحة، فيما صرح كبير مستشاريها المعني بالحرارة الشديدة، جون نيرن، للصحفيين في جنيف، أمس الثلاثاء، بأن درجات الحرارة القصوى ستزداد من حيث التواتر والمدة والشدة.

وقال: "إن ارتفاع درجات الحرارة ليلاً يشكل خطورة خاصة على صحة الإنسان لأن الجسم غير قادر على التعافي من الحرارة المستمرة، وهذا يؤدي إلى زيادة حالات النوبات القلبية والوفاة".

تأثير قاتل

وفقاً لتقرير حديث صادر عن المنظمة، توفي 60 ألف شخص إضافي بسبب درجات الحرارة الشديدة في أوروبا الصيف الماضي، على الرغم من وجود خطط قوية للإنذار المبكر والعمل الصحي في القارة.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد، إنه من الضروري تكييف البنية التحتية لتحمل درجات الحرارة المرتفعة لفترات طويلة ولزيادة الوعي بالمخاطر بين الفئات الضعيفة.

وحذرت أيضاً من زيادة مخاطر الوفاة بسبب موجات الحر في آسيا وشمال إفريقيا والولايات المتحدة.

وشدد نيرن على أن ارتفاع درجات الحرارة تعتبر من المخاطر الصحية المتفاقمة بسبب زيادة التحضر وشيخوخة السكان.

وفقاً لمنظمة الأرصاد الجوية، فإن موجات الحر الشديدة والمكثفة هذا العام مقلقة، إلّا أنها غير مستغربة لأنها تتماشى مع التوقعات.

تغير المناخ 

وأصر نيرن على أن الحرارة الشديدة التي نشهدها هي "نتيجة لتغير المناخ" ولم تكن جزءا من أنظمة الطقس العادية في الماضي.

وأضاف: "نحن نفقد جليد القطب الشمالي وهذا يعزز تلك الآلية وسيستمر ذلك لبعض الوقت".

وأكد أنه من المتوقع أن تؤدي ظاهرة النينيو المعلنة مؤخراً إلى تضخيم تواتر وشدة درجات الحرارة المرتفعة، ما ستكون له "تأثيرات خطيرة للغاية على صحة الإنسان وسبل عيشه".

ورداً على سؤال أحد الصحفيين حول كيفية تطور موجة الحر الحالية، شدد نيرن على ضرورة عكس "أنظمة الطقس المتوقفة التي تتراكم فيها الكثير من أشعة الشمس والحرارة في مكان واحد وتتحرك ببطء شديد" من خلال القيام "بإصلاح مناخي".

حالة طوارئ غير مرئية

من جهته، وصف رئيس فريق وحدة الطوارئ الصحية لدى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بانو ساريستو، موجة الحر بأنها "حالة طوارئ غير مرئية".

وشدد على ضرورة العناية بالأشخاص المستضعفين بسبب تدني حالتهم الصحة، ولكن أيضا الذين يواجهون ظروفا اجتماعية واقتصادية ومعيشية "يمكنها أيضاً أن تسبب المخاطر".

وأشار إلى أن الأحياء ذات الدخل المنخفض في المدن الأوروبية تتحمل حالياً العبء الأكبر، مضيفاً أن موجات الحر تؤثر على فئات أخرى من المجتمع "من خلال انخفاض الإنتاج الاقتصادي، والأنظمة الصحية المجهدة وحتى انقطاع التيار الكهربائي".

وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد أنه لا مفر من ارتفاع درجة الحرارة في جميع أنحاء العالم، وأنه من الضروري تهيئة وتكييف المدن والمنازل وأماكن العمل لتحمل درجات الحرارة المرتفعة لفترات طويلة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية