اليونان تُجلي عشرات الآلاف من جزيرة رودس بسبب الحرائق
اليونان تُجلي عشرات الآلاف من جزيرة رودس بسبب الحرائق
يسابق رجال الإطفاء، في جزيرة رودس اليونانية، الزمن لاحتواء حريق هائل تسبب في إجلاء آلاف الأشخاص.
وأفادت الأنباء بأن الحريق -الذي اندلع منذ أيام- خرج عن السيطرة على عدة جبهات ويتجه نحو قرية أسكليبيو في الجنوب.
ووصفت خدمة الإطفاء اليونانية الحرائق بأنها الأصعب على الإطلاق في البلاد، وحذرت من تفاقم الوضع بسبب الرياح القوية، وفق "بي بي سي".
وتم إجلاء نحو 30 ألف شخص بعيدا عن الحرائق المستعرة في جزيرة رودس منذ 5 أيام، بينهم ألفان نقلوا بالقوارب.
وقال حاكم منطقة جنوب بحر إيجة جورج هادزيماركوس إن عملية الإجلاء التي ما زالت جارية أعاقتها الحرائق التي قطعت بعض الطرق، مضيفا: "الهدف هو حماية الأرواح".
ونُقل السياح وبعض السكان إلى الصالات الرياضية والمدارس ومراكز المؤتمرات بالفنادق في رودس، حيث سيمضون الليل، فيما يكافح رجال الإطفاء الحريق.
وذكرت وكالة أنباء أثينا أن 3 عبّارات ركاب رست في ميناء رودس لإيواء بعض من تم إجلاؤهم.
وقال تيريس هاتزيوانو المسؤول في بلدية رودس إن خفر السواحل والقوات المسلحة وموظفين محليين استخدموا عشرات الحافلات للمساعدة في نقل الناس بعيدا عن الحرائق.
وفي عملية الإجلاء بالقوارب من الشاطئ، قال خفر السواحل إن 3 من قواربهم قادت أكثر من 30 مركبا خاصة لنقل أشخاص من شاطئي كيوتاري ولاردوس في شرق جزيرة رودس الواقعة في البحر المتوسط، وقال خفر السواحل إن سفينة تابعة للبحرية اليونانية توجهت إلى المنطقة للمساعدة.
وتكافح فرق الإطفاء التي تلقت تعزيزات من سلوفاكيا في مواجهة بؤر جديدة من حريق الغابات المشتعل منذ 5 أيام وأججته الرياح العاتية، فيما تشارك طائرات تقذف المياه في جهود إخماد النيران.
وأظهرت لقطات عرضها التلفزيون اليوناني صفوفا طويلة من السياح وهم يجرّون أمتعتهم فيما يسيرون في إحدى الطرقات ضمن عملية الإجلاء، وشوهد دخان يتصاعد في الخلفية.
وتسبب الحريق في تدمير مساحات شاسعة من الغابات منذ اندلاعه في منطقة جبلية الثلاثاء الماضي، وحذرت سلطات الحماية المدنية من خطر اندلاع حرائق غابات في جزيرة رودس ومناطق أخرى في اليونان اليوم الأحد، وسط توقعات بوصول درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية.
وقال خبراء الأرصاد الجوية إن من المتوقع استمرار الارتفاع في درجات الحرارة حتى نهاية يوليو الجاري.
وقدم شركاء اليونان في الاتحاد الأوروبي مساعدات، من بينها طائرات مكافحة حرائق من فرنسا وإيطاليا، ومشاركة ما يزيد على 200 رجل إطفاء من بولندا وسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا، كما أرسلت تركيا المجاورة طائرات للمساعدة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.