"أوتشا": وفاة 5 عاملين بالمجال الإنساني في أوكرانيا منذ بداية 2023
مقابل 4 حالات خلال 2022 بأكمله
قتل ما لا يقل عن 5 عاملين في المجال الإنساني أثناء أداء واجبهم في أوكرانيا خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023، مقارنة بأربع وفيات مسجلة في عام 2022 بأكمله، ما يسلط الضوء على البيئة المعقدة التي تواجهها المنظمات الإنسانية في أوكرانيا، وفقا للمتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في أوكرانيا، سافيانو أبرو.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تصدرت أوكرانيا عناوين الصحف مرة أخرى في جميع أنحاء العالم، في أعقاب قرار الاتحاد الروسي إنهاء مبادرة البحر الأسود للحبوب، وموجة الهجمات على ميناء أوديسا المدني.
ويقول أبرو: "كان القتال والأعمال العدائية هنا شديدين كما كانا دائما خلال الأشهر الماضية، وعلى الرغم من أن تأثيره الإنساني لا يتم تصويره دائما على المستوى نفسه، فإن الحقيقة هي أن الحرب لا تزال تدمر حياة المدنيين، ولا سيما أولئك الذين يعيشون بالقرب من خط المواجهة".
في شرق وجنوب أوكرانيا، يكافح الناس للحصول على المواد والخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والغذاء الحيوي، والخدمات الصحية المنقذة للحياة، أو حتى المواد اللازمة لإصلاح منازلهم المتضررة، وتأثرت تطعيمات الأطفال، ولا يمكن اعتبار حقهم في الذهاب إلى المدرسة أمرا مفروغا منه.
يقول أبرو: "منذ تصعيد الحرب في فبراير 2022، عملت الأمم المتحدة وشركاؤنا في المجال الإنساني بشكل مكثف لضمان حصول الأشخاص الذين يعانون من عواقب هذه الحرب الشرسة على بعض الدعم وبعض الإغاثة".
وأوضح: "في العام الماضي، تلقى 16 مليون شخص في أوكرانيا مساعدات من الأمم المتحدة وشركائنا.. يستمر هذا العمل في عام 2023 وفي الأشهر الستة الأولى من العام، قدم العاملون في المجال الإنساني المساعدات الحيوية وخدمات الحماية لما يقرب من 7.3 مليون شخص، هذا هو ما يقرب من مليونين أكثر مما أبلغنا عنه في مايو".
وتابع: "مما يؤسف له أن 4% فقط من الأشخاص الذين تم الوصول إليهم يعيشون في مناطق خاضعة للسيطرة العسكرية للاتحاد الروسي، لأن العوائق المفروضة على العاملين في مجال المعونة تعوق أنشطة إنقاذ الأرواح في هذه المناطق".
وفي جميع أنحاء البلاد، تم توفير الرعاية الصحية الحرجة -كما نعلم جميعا أن هذه الخدمات قد دمرت في الشرق والجنوب- إلى 5 ملايين شخص وحصل نحو 3 ملايين شخص على المياه النظيفة ومنتجات النظافة وسط نقص متزايد، لا سيما في المناطق المتضررة من تدمير سد كاخوفكا.
وقدم الشركاء في المجال الإنساني الغذاء لأكثر من 3.7 مليون شخص ووصلوا إلى 3.3 مليون شخص بالمأوى الطارئ أو المستلزمات المنزلية الحيوية، وتلقى نحو مليون طفل فروا من منازلهم والذين لا تعمل مدارسهم بكامل طاقتها الدعم لمواصلة تعليمهم.
يقول أبرو: "وصل زملاؤنا الذين يقدمون خدمات الحماية، بما في ذلك المشورة والخدمات القانونية وحملات التوعية بالألغام وخدمات منع العنف القائم على النوع الاجتماعي ودعم الناجين إلى أكثر من مليون شخص.. وأخيرا وليس آخرا، تلقى 2.5 مليون شخص -بمن في ذلك أكثر من 20 ألف شخص تضرروا من تدمير سد كاخوفكا- مساعدات نقدية متعددة الأغراض، وهو دعم حاسم للأشخاص الذين تأثرت دخولهم وسبل عيشهم بالحرب".
وشدد المسؤول الأممي: "غير أن هذا العمل لا ينفذ بدون تحديات، وقد أثرت الأعمال العدائية المكثفة والقتال على طول خط المواجهة بأكمله، فضلا عن العوائق والعقبات المفروضة على منظمات الإغاثة، على وصول المساعدات الإنسانية في أوكرانيا في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، مما يجعل الأمر صعبا بشكل متزايد ولا يمكن التنبؤ به".
وأوضح أبرو: "قتل ما لا يقل عن خمسة من العاملين في المجال الإنساني أثناء أداء واجبهم في أوكرانيا في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، مقارنة بأربع وفيات مسجلة في عام 2022 بأكمله، وتم الإبلاغ عمّا يقرب من 100 حادث يؤثر على العمليات الإنسانية، أكثر من نصفهم كان له تأثير معتدل أو شديد على تقديم المساعدة.. وهذا متوسط حادث واحد كل يومين، ما يسلط الضوء على البيئة المعقدة التي تواجهها المنظمات الإنسانية في أوكرانيا".
ولا يزال الوصول إلى الأوكرانيين في المناطق الخاضعة حاليا للسيطرة العسكرية للاتحاد الروسي يمثل تحديا، ولا يزال المجتمع الإنساني ملتزما التزاما راسخا بمواصلة جميع الجهود الرامية إلى تقديم الدعم حيثما تشتد الحاجة إليه.
وتحقيقا لهذه الغاية، فإن دعم المجتمع الدولي أمر بالغ الأهمية؛ إذ تلقت المنظمات الإنسانية في أوكرانيا أقل بقليل من 30% من مبلغ 3.9 مليار دولار أمريكي المطلوب في خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023.
وفي ختام حديثه، يقول أبرو: "يحتاج عمال الإغاثة في أوكرانيا بشكل عاجل إلى مزيد من التمويل الآن لضمان عدم توقف العمليات المنقذة للحياة".