إيران.. انخفاض حاد في مخزون المياه خلف سدود طهران جراء الجفاف

إيران.. انخفاض حاد في مخزون المياه خلف سدود طهران جراء الجفاف

أفادت وسائل إعلام إيرانية، بحسب إحصاءات حكومية رسمية، بأن حجم خزانات 5 سدود في محافظة طهران انخفض بنحو 31 مليون متر مكعب حتى شهر يوليو الحالي جراء تداعيات الجفاف والتغيرات المناخية.

وكتبت وكالة أنباء "إيسنا"، اليوم الاثنين، أن انخفاض هطول الأمطار في طهران والتغير المناخي تسببا في انخفاض المياه وراء سدود هذه المدينة عن العام الماضي، وفق موقع إيران إنترناشيونال.

وأضافت الوكالة، أنه بحسب الإحصائيات، فإن حالة خزانات سدود طهران الخمسة، باستثناء سد واحد، آخذة في التناقص، بحيث إن سد أمير كبير يحتوي فقط على 154 مليون متر مكعب من المياه، والتي زادت بنسبة 28 في المئة مقارنة بالعام السابق، عندما كان يحتوي على 125 مليون متر مكعب من المياه، لكن وضع خزانات المياه في سدود طهران الأخرى ليس على هذا الوضع.

وفي سد لار، يقدر الحجم الإجمالي للخزان بـ66 مليون متر مكعب، أي أقل بـ21 مليون متر مكعب عن العام السابق، وأقل 119 مليون متر مكعب عن الوضع الطبيعي، حيث يجب أن يكون هناك 185 مليون متر مكعب من المياه وراء هذا السد.

ويحتوي سد ماملو الآن على 46 مليون متر مكعب من المياه في الخزان، وهو ما يمثل انخفاضًا قدره 12 مليون متر مكعب من المياه مقارنة بالعام السابق.

وبحسب الإحصائيات المعلنة، فإن حجم الخزان العادي لهذا السد 159 مليون متر مكعب، ما يشير إلى انخفاض قدره 113 مليون متر مكعب.

وتشير حالة خزان سد لتيان إلى انخفاض قدره 13 مليون متر مكعب من الموارد المائية وراء هذا السد، وحالياً يحتوي سد لتيان على 42 مليون متر مكعب من المياه، بعد أن كان 55 مليون متر مكعب في العام الماضي.

يشار إلى أن أزمة المياه هذا العام لا تقتصر على محافظة طهران، ففي بداية شهر يوليو، وبينما كانت أزمة نقص المياه في إيران تتسع يومًا بعد يوم، وعد وزير الطاقة بحل التوترات المائية في بعض المدن الإيرانية.

كما أفادت التقارير، الشهر الماضي، بنقص المياه في محافظتي فارس وكرمان، وذكرت وسائل الإعلام والسلطات المحلية في كرمان أنه تم قطع المياه على نطاق واسع ونقص حاد في المياه في كثير من مناطق مدينة كرمان، وقال مسؤول محلي إن مشكلة المدن الصناعية في كرمان هي نقص الكهرباء والمياه.

وأكدت وزارة الطاقة مجدداً نقص مياه الشرب في 10 آلاف قرية، وأعلنت أن 669 قرية في محافظة كرمان تعاني من "شح مائي شديد".

يأتي تأكيد المشكلات المتعلقة بتزويد هذه المحافظة بمياه الشرب، في حين أنه في الأيام الأخيرة، انقطعت مياه كرمان، في درجة حرارة بلغت 40 درجة، الأمر الذي أثار مسألة ترشيد المياه في المحافظة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية