دراسة: موجات الحرارة كانت ستحدث مرة كل 250 عاماً لولا التدخل البشري
دراسة: موجات الحرارة كانت ستحدث مرة كل 250 عاماً لولا التدخل البشري
كشف تقرير حديث أن موجات الحرارة الخطيرة التي تعاني منها أمريكا الشمالية وأوروبا ستكون "مستحيلة فعليًا" بدون التغير المناخي الذي تسبب به البشر، حيث كانت ستحدث مرة كل ربع قرن لولا الاحتباس الحراري الناتج عن الأنشطة البشرية، وفق شبكة إيه بي سي الأمريكية.
وتظهر التوقعات أن المناطق في الولايات المتحدة التي كانت تعاني من درجات حرارة قياسية، بما في ذلك الجنوب الغربي والجنوب الشرقي، ستستمر في مواجهة درجات حرارة شديدة الحرارة في المستقبل المنظور.
وفقا لتحليل World Weather Attribution وهو تعاون أكاديمي يستخدم ملاحظات الطقس ونماذج المناخ لحساب كيفية تأثير تغير المناخ على شدة واحتمالية حدوث ظواهر الطقس المتطرفة، لم تكن موجات الحرارة التي حدثت في أوروبا وأمريكا الشمالية والصين طوال شهر يوليو ممكنة لولا الاحترار العالمي.
قال الباحثون إن درجات الحرارة قفزت إلى 45 درجة مئوية -أو 113 درجة فهرنهايت- في بعض المناطق، ما أدى إلى تنبيهات الحرارة وحرائق الغابات ودخول المستشفيات والوفيات المرتبطة بالحرارة.
لم تعد موجات الحرارة الأخيرة تعتبر "غير عادية"، حيث إن استمرار الاحتباس الحراري من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سيؤدي إلى زيادة سخونة موجات الحرارة المستقبلية ما لم يتم خفض الانبعاثات بشكل كبير، وفقًا للتقرير.
تظهر الأدلة أن تغير المناخ جعل موجات الحرارة أكثر سخونة وأطول وأكثر تواترا.
ووجد التقرير أن الباحثين درسوا فترات الحرارة الأكثر خطورة في كل منطقة، ووجدوا أن موجات الحرارة هذه لم تعد نادرة بسبب الاحترار الناجم عن حرق الأحافير والأنشطة البشرية الأخرى.
وجد التحليل أن مثل هذه الأحداث التي يشهدها العالم الآن من موجات الطقس المتطرفة، لديها الآن فرصة بنسبة 10% لحدوثها كل عام في أوروبا، ونحو 6.7% فرصة لحدوثها كل عام في الولايات المتحدة وبدون تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، من المحتمل أن تكون الحرارة الشديدة مقصورة على مرة واحدة فقط كل 250 عامًا، في حين أن موجات الحرارة بحجم ما حدث في يوليو كانت "مستحيلة فعليًا".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.