منظمة دولية: لبنان يعاني أحد أسوأ 3 أزمات اقتصادية بالعالم
منظمة دولية: لبنان يعاني أحد أسوأ 3 أزمات اقتصادية بالعالم
يواجه لبنان حاليًا واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في ظل الوضع المالي الذي يتكشف منذ أكثر من عامين، حيث غرقت البلاد في ما قد يكون واحدة من أسوأ ثلاث أزمات اقتصادية شهدها العالم في الـ150 عامًا الماضية، وفقًا لبيانات البنك الدولي.
ارتفاع الأسعار
ووفقا لبيان نشرته منظمة “كاريتاس” الدولية على الموقع الرسمي للجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة (IASC)، ارتفعت أسعار السلع والخدمات الأساسية بشكل كبير وخرجت عن السيطرة، تاركة شعب لبنان يكافح لدفع ثمن السلع والخدمات الأساسية.
ويدفع الناس الآن ما يصل إلى 20 ضعفًا مقابل الضروريات، بينما يعيش الكثير منهم على رواتب منخفضة، ويتعذر على العائلات بشكل متزايد توفير السكن والتعليم والرعاية الصحية والنقل والطعام.
أزمة اللاجئين
وتقول البيانات إن أكثر من مليون لاجئ سوري وفلسطيني يعيشون في لبنان معرضون للخطر، أكثر من 90٪ منهم يعيشون تحت خط الفقر.
بالإضافة إلى ذلك، تواصل الدولة جهودها لإعادة الإعمار بعد الانفجار المدمر الذي وقع في بيروت في أغسطس 2020، إلى جانب تداعيات جائحة COVID-19، كما أثر النقص الواسع في الوقود على البلاد، وكانت له آثار كارثية على السكان.
وتضاعف معدل الفقر تقريبًا من 42٪ في عام 2019 إلى 82٪ في عام 2021 (معدل الفقر متعدد الأبعاد التابع للأمم المتحدة)، ويقدر برنامج الأغذية العالمي أن أسعار المواد الغذائية في لبنان ارتفعت بنسبة 628% في عامين فقط، مما ترك الكثيرين، أسر غير قادرة على تحمل الأسعار المتزايدة والديون وانخفاض الدخل.
أزمة الطاقة وتداعياتها
يقول رئيس الشؤون الإنسانية العالمية في كاريتاس أستراليا، الويسيوس كانيتي: “تُستخدم المولدات على نطاق واسع في لبنان كنسخة احتياطية للإمداد العام غير المتسق بالكهرباء.. ليس فقط في المنازل، بل المستشفيات والخدمات الحيوية الأخرى التي تضطر إلى تقنين الكهرباء لأنها لا تستطيع تحمل تكاليف تشغيل المولدات”.
وأضاف كانيتي: “هذا مصدر قلق كبير لأن الشتاء يمكن أن يصبح شديد البرودة، وقد تكون الأسر غير مجهزة للبقاء على قيد الحياة بسبب الثلوج بدون كهرباء لتشغيل التدفئة”.
وقال مدير تطوير البرامج في كاريتاس لبنان، ألفونس آيروت: “امتدت الأزمة إلى جوانب عديدة من اقتصاد البلاد، منها تضرر نظام الرعاية الصحية في لبنان، حيث تواجه العديد من المستشفيات حاليًا نقصًا في المعدات والأدوية، كما تأثر نظام التعليم، حيث يستمر عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في الارتفاع يوميًا، ما يجعلهم أكثر عرضة لعمالة الأطفال أو الزواج المبكر”.
وأضاف: “تعاني نسبة كبيرة جدًا من السكان بمن فيهم اللاجئون من سوريا وأجزاء أخرى من العالم الذين يقيمون حاليًا في لبنان، من انعدام الأمن الغذائي ولا يمكنهم الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية.. أسعار المواد الغذائية بعيدة المنال بالنسبة لمعظم الناس، ويواجه تجار التجزئة تحديات خطيرة لإعادة التخزين والحفاظ على أعمالهم قائمة”.
وشكر آيروت كاريتاس أستراليا لدعمها كاريتاس لبنان في تقديم الدعم للأشخاص الأكثر ضعفًا في البلاد والمتضررين من هذه الأزمة متعددة الأوجه لتلبية احتياجاتهم من الرعاية الصحية والتعليم والحماية وسبل العيش.
ومؤسسة كاريتاس الدوليّة هي اتحاد 165 منظمة إغاثية تعمل في مجال التنمية والخدمة الاجتماعية والمساعدات الإنسانيّة وتعمل في أكثر من 200 بلد وإقليم في جميع أنحاء العالم، وتعد واحدة من أكبر شبكات العمل الإنساني العالمية.