تأهب في بكين وعدد من مناطق الصين بسبب الإعصار دوكسوري

تأهب في بكين وعدد من مناطق الصين بسبب الإعصار دوكسوري

وضعت الصين، السبت، الجزء الشمالي من البلاد في حالة تأهب، بما في ذلك بكين ومنطقتها، مع توقع هطول أمطار غزيرة في أعقاب مرور الإعصار دوكسوري الذي يضرب الطرف الآخر من البلاد.

يجتاح دوكسوري جنوب شرق الصين منذ الجمعة، ويتحرك شمالا حيث بات تأثيره ملموسًا، وفقا لخدمة الأرصاد الجوية الصينية.

وُضعت العاصمة بكين -حيث يُخشى حدوث فيضانات- في حالة تأهب برتقالي، وهو الثاني على سلم المخاطر، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وكإجراء احترازي، أغلق العديد من المتنزهات والبحيرات والممرات المائية في المدينة حتى إشعار آخر، حسب ما أعلنت البلدية، السبت.

وفي الشمال أيضًا، وضعت أجزاء من مقاطعة خبي المجاورة التي تتوقع هطول أمطار غزيرة وهبوب رياح قوية، في حالة تأهب قصوى.

وحذرت خدمات الأرصاد الجوية من أن غزارة الأمطار فيها يمكن أن تصل إلى أكثر من 60 سم، كما تأثرت مقاطعة شاندونغ الساحلية في الشرق ومدينة تيانجين في الشمال بهذه الأحوال الجوية السيئة.

ظهر السبت، هطلت أمطار غزيرة في عدة مناطق في بكين، ومن المتوقع أن تستمر الأمطار الغزيرة بالهطول فيها حتى الثلاثاء.. وتوقعت خدمات الأرصاد الجوية أن تكون أكثر غزارة من تلك التي حدثت في يوليو 2012 وتسببت بوفاة 79 شخصًا خلال فيضانات غير مسبوقة.

في هذه الأثناء، وفي الطرف الآخر من البلاد، يستمر الإعصار دوكسوري في التقدم.

عدم مغادرة المنازل إلا للضرورة

في فوتشو في جنوب شرق البلاد، أمرت السلطات السكان اليوم السبت بعدم مغادرة منازلهم إلا للضرورة، كما تم تعليق وسائل النقل العام في هذه المدينة الواقعة قبالة تايوان.

تسبب الإعصار دوكسوري في أضرار مادية جسيمة، الجمعة، وعرض التلفزيون الوطني صور أشجار متساقطة على الطرق بينما طوقت الوحول مساحات شاسعة حول مناطق سكنية.

قال علماء إن الصين تتعرض منذ أشهر لظروف مناخية قاسية ودرجات حرارة غير معتادة في بعض المناطق تفاقمت بسبب تغير المناخ.

في بداية يوليو، حطمت بكين ومنطقتها درجات الحرارة القياسية مع ارتفاعها فوق 40 درجة مئوية.

الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأعاصير وموجات الحر والأمطار الغزيرة والجفاف هي ظواهر طبيعية، لكن الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات الغازات الناتجة عن الأنشطة البشرية، يزيد من شدتها وتواترها، وفقًا لخبراء.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية