تظاهرات في السودان.. والأمن يستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين
تظاهرات في السودان.. والأمن يستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين
خرج آلاف السودانيين مجدداً، الاثنين، في العديد من مدن البلاد للمطالبة بالحكم المدني ومحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين، فيما استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقها، بحسب وكالة فرانس برس.
وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والمياه الملوّنة لتفريق محتجّين كانوا يتظاهرون على بُعد نحو 500 متر من قصر الرئاسة بوسط العاصمة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين.
وشهدت أنحاء العاصمة الثلاثة، الخرطوم وبحري وأم درمان، خروج الآلاف للمطالبة بالحكم المدني ومحاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين، واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرات مماثلة في أمّ درمان، وامتدّت الاحتجاجات إلى خارج العاصمة، بحسب ما أفاد شهود عيان.
الجنود إلى الثكنات
وردد المتظاهرون هتافات منها "العسكر إلى الثكنات والجنجويد ينحلّ"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي انبثقت عن ميليشيات الجنجويد المتّهمة من قبل منظمات حقوقية بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور في 2003.
وقال خالد يوسف، أحد شهود العيان من مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والتي تبعد 186 كلم جنوب الخرطوم: تجمّع نحو 3 آلاف متظاهر ظهر الاثنين، وحمل بعضهم الأعلام السودانية وصوراً للشهداء وبدؤوا يهتفون لا لا لحكم العسكر".
وفي السياق، قالت سامية محمد من مدينة بورتسودان الساحلية في شرق البلاد إنّ ما يقرب من ألفي متظاهر تجمّعوا في محطة المواصلات الرئيسية بوسط المدينة وهم يحملون أعلاماً ويهتفون ضدّ الحكم العسكري.
وبحسب شهود عيان تظاهر قرابة ألفي شخص في ولاية القضارف في شرق البلاد.
وأكّد شاهد عيان يدعى حسن إدريس، في ولاية كَسَلا أنّ مئات المتظاهرين تجمّعوا في ولاية كَسَلا حاملين أعلام السودان ومردّدين هتافات منها "العسكر إلى الثكنات ومدنية خيار الشعب"، في إشارة إلى الحكومة المدنية التي يطالب بها المحتجون.
ومن مدينة الجنينه عاصمة ولاية غرب دارفور، قال محمد عيسى (شاهد عيان) إنّ "المئات خرجوا في تظاهرة احتجاجية على الحكم العسكري وللمطالبة بالحكومة المدنية والعدالة".
احتجاجات متواصلة
يشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخلّلها اضطرابات وأعمال عنف منذ قيام قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر بتولي السلطة، حين أطاح بالمدنيين الذين تقاسموا مع الجيش السلطة بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير.
وسقط خلال الاحتجاجات المتوالية 79 قتيلاً على الأقل ومئات الجرحى، وفق لجنة أطباء السودان المركزية.
ومن جانبها تنفي الشرطة استخدام الرصاص الحيّ ضدّ المتظاهرين، وتقول إن ضابطاً طُعن على أيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة، ما أدّى إلى مصرعه، بالإضافة إلى إصابة العشرات من أفراد الأمن.
عقوبات غربية
وأكدت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، مولي، في تصريحات لها الأسبوع الماضي، أنها أبلغت القادة العسكريين في السودان باستعداد الولايات المتحدة لفرض عقوبات إضافية، بالتنسيق مع شركاء الولايات المتحدة في حال استمرار نمط العنف الحالي.
وأوقفت واشنطن عقب تولي الجيش زمام السلطة مساعدات بقيمة 700 مليون دولار للسودان.