إلى رواد فيسبوك.. لديكم أقل من شهر للحصول على تعويضات بقيمة 725 مليون دولار
إلى رواد فيسبوك.. لديكم أقل من شهر للحصول على تعويضات بقيمة 725 مليون دولار
تعد فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" واحدة من الأهمية الكبيرة في تاريخ فيسبوك وتأثيرها على الشركة وروادها.
وذكرت شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية الأمريكية أنه بسبب تلك الفضيحة فإن مستخدمي "فيسبوك" لديهم أقل من شهر لتقديم طلب الحصول على نصيب من التعويضات، البالغة 725 مليون دولار، وآخر موعد لتقديم طلب هو 25 أغسطس المقبل.
القصة تبدأ في عام 2018، والتي أثارت حينها جدلاً كبيرًا حول حماية الخصوصية للمستخدمين واستخدام البيانات الشخصية في أغراض سياسية، حيث تعاونت “كامبريدج أناليتيكا” (شركة استشارية في مجال تحليل البيانات)، مع فيسبوك للاستفادة من بيانات ما يقرب من 87 مليون مستخدم.
وتم الحصول على هذه البيانات عبر التطبيق "هذا هو طريقتك في الحياة"، الذي قدمه الباحث الأكاديمي الروسي البريطاني، ألكسندر كوغان.
قدم التطبيق استبيانات نفسية للمستخدمين، ومن خلاله تم الوصول إلى بياناتهم الشخصية والمعلومات التي يشاركونها على منصة فيسبوك، وتم استخدام هذه البيانات في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016، حيث استهدفت "كامبريدج أناليتيكا" المستخدمين برسائل ترويجية مصممة بشكل استراتيجي للتأثير على قرارات الناخبين.
يُشتبه أن هذا التأثير قد أسهم في نجاح حملة دونالد ترامب للفوز بالانتخابات.
وبعد الكشف عن هذه الممارسات، واجهت فيسبوك انتقادات كبيرة بسبب فشلها في حماية بيانات المستخدمين والسماح بسوء استخدامها من قبل جهات خارجية.
فتم استدعاء مارك زوكربيرج، المدير التنفيذي لفيسبوك، للشهادة أمام الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي للرد على تلك الاتهامات ومناقشة سبل تعزيز حماية البيانات وتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي.
في المجمل، كلفت الفضيحة شركة "ميتا" نحو 5.9 مليار دولار، دفعت منها نحو 5 مليارات إلى هيئة فيدرالية أمريكية.
وواجه فيسبوك تحقيقات قضائية في العديد من البلدان، وتم فرض عقوبات مالية على الشركة.
كما تعرضت أسهم فيسبوك لانخفاض كبير بعد الكشف عن الفضيحة، وتأثرت سمعة الشركة بشكل كبير.. في ما يتعلق بمحاكمة رواد فيسبوك، فإن القانون والإجراءات القانونية مختلفة في كل بلد.
"جسور بوست" يتناول القصة وحيثياتها ويناقش حقيقة الأمر وما قد يستفيده رواد فيسبوك من تلك التعويضات.
محاكمة بشروط
أولًا، من يحق له المطالبة بالتعويضات؟
ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية الأمريكية أنه يشترط للحصول على التعويضات أن يكون مستخدم "فيسبوك" نشطا بين مايو 2007 وديسمبر 2022، وأن يكون حسابه داخل الولايات المتحدة.
أطلقت السلطات الأمريكية موقعا للمطالبين بالتعويضات، وعليهم إدخال بياناتهم فيه، من قبيل الأسماء والعناوين البريدية وما يثبت أنهم مقيمون في الولايات المتحدة خلال الفترة المعنية، وإلى الآن لم يحدد نصيب كل مستخدم من التعويضات، ويعتقد أن الأمر يعتمد على عدد الأشخاص الذين سيتقدمون بطلبات، وكم من الوقت أبقوا حساباتهم نشيطة على المنصة.
ويرى محللون أن إمكانية محاكمة مارك زوكربيرج ورواد الفيسبوك تعتمد على الدلائل والمعلومات المتوفرة، وقد تظهر خلال التحقيقات الجارية ومع ذلك، فإن وجود فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" لا يعني بالضرورة محاكمة رواد فيسبوك أو زوكربيرج بشكل فردي، إذا لم يكن هناك إثبات قانوني يرتكبون فيه مخالفات جنائية.
الحذر واجب
وعن سياسة الخصوصية وإمكانية تكرار سرقة البيانات مرة أخرى علّق الخبير التقني بلال البخاري بقوله، إن كل شيء وارد ونحن في عصر حرب المعلومات ومن يمتلك المعلومات يحسم المعركة، ولكي لا يصبح مستخدم السوشيال ميديا فريسة أحد، عليه اتباع خطوات لحماية نفسه من سرقة وتحليل بياناته الشخصية وبيعها لأطراف أخرى، يمكن لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي اتباع بعض الإجراءات، مثل قراءة سياسة الخصوصية، ويمكن أن توضح سياسة الخصوصية كيف يتم جمع واستخدام البيانات الشخصية وما إذا كانت ستشارك مع أطراف ثالثة، كذلك التحكم في إعدادات الخصوصية، فمعظم منصات التواصل الاجتماعي توفر خيارات للتحكم في إعدادات الخصوصية، ويجب التأكد من تعيين الإعدادات بحيث تكون البيانات الشخصية محمية ومقتصرة على المستخدمين الضروريين.
وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست": يجب على المستخدمين الابتعاد عن مشاركة المعلومات الشخصية الحساسة مثل الرقم القومي أو تفاصيل المالية، ويمكن تعطيل الإعلانات المستهدفة عن طريق تعديل إعدادات الخصوصية، فهذا يقلل من المخاطر التي تعرض البيانات الشخصية أمام الشركات الإعلانية.
واستطرد: يجب استخدام كلمات مرور قوية ومختلفة للحسابات المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتغييرها بشكل دوري، كذلك يجب تحديث البرامج والتطبيقات المستخدمة لأحدث النسخ، حيث تعالج التحديثات الثغرات الأمنية المعروفة، وينبغي عدم الوثوق بالروابط أو الملفات المرسلة من مصادر غير معروفة، حيث يمكن أن تكون هذه الرسائل محاولة لسرقة البيانات الشخصية.
وأتم: قد يكون استخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) مفيدًا لتشفير الاتصال وإخفاء عنوان IP الفعلي لحماية الخصوصية، ومع ذلك يجب أن يتذكر المستخدمون أنه لا يوجد نظام مئة بالمئة آمن، وتظل هناك فرصة صغيرة لاختراق البيانات، لذا فإن الحذر واليقظة دائمًا هما العنصران الأساسيان للحفاظ على خصوصية البيانات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.