كن جازماً لكن بلطف ومودة.. تنجح أكثر
كن جازماً لكن بلطف ومودة.. تنجح أكثر
من بين القضايا التي تستدعي علامات تساؤل في زمننا الحاضر، طريقة التعامل مع الآخرين، لا سيما إذا كان التفاعل يجري مع فئات مختلفة ونوعيات عقلية متباينة، عطفا على مستويات ثقافية وفكرية لها خلفيات تعليمية وروحية، اجتماعية واقتصادية متضاربة.
كيف يمكن للإنسان أن يكون حازما وجازما في ذات الوقت، ومن غير أن يتسبب في جرح شعور أحد؟
الثابت أنه سوف تزداد فرص نجاح مجهوداتك في التواصل كثيرا إذا ما فهمت كيف يختلف التواصل التوكيدي عن أنواع التواصل الأخرى، والتي يشار إليها بالتواصل العدواني والتواصل السلبي.
يحدث التواصل السلبي عندما لا تعبر عن نفسك بالطريقة التي تريدها، ومن أسباب هذا النوع السلبي من التواصل، رغبتك في إرضاء أو عدم مضايقة الآخرين، وكونك خائفا من المواجهة أو غير واثق بقدراتك على إدارة المواجهة.
وعلى الرغم من أنك بذلك ربما تسعى لتجنب المواقف غير السارة والمنازعات والتوتر، إلا أن هذا النوع من التواصل على المدى الطويل عادة ما يقود إلى الشعور بالإحباط والقلق وخيبة الأمل والغضب، وغالبا ما يعني هذا التوجه أيضا أنك لا تعبر عن نفسك بالقدر الكافي وقطعا لا تحقق ما ترغب في تحقيقه.
أما التواصل العدواني فيحدث عندما تعبر عن نفسك أو عن احتياجاتك على حساب الآخرين، دون وضع اعتبار لمشاعرهم، ومن أسباب هذا النوع من التواصل الرغبة في السيطرة أو إهانة الآخرين أو عدم الرغبة في التعرض للهيمنة والسيطرة من قبل الآخرين.
وعلى الرغم من أنك ربما تحصل على ما تريد على المدى القريب، ربما تشعر أنك أكثر سيطرة، وأنك نفست عن غضبك، ولكن هذا التوجه على المدى البعيد غالبا ما يكون مصحوبا بشعور بالإحراج والذنب، كما سيشعر الآخرون بأنك قد جرحت مشاعرهم وآذيتهم.
أما التواصل التوكيدي الجازم ببساطة فهو المثالي، وأن الجزم يتحقق عندما تعبر عن نفسك وعن احتياجاتك بطريقة لائقة مباشرة مراعية، مع الوضع في الاعتبار مشاعر واحتياجات الآخرين.
والغرض وراء هذا التوجه هو التواصل بفعالية واعتدال، الهدف هو أن تحصل على ما تريد، مع الحرص في الوقت ذاته على أن يحصل الآخرون كذلك على ما يريدون.
ويتمتع هذا الأسلوب بمميزات فورية وأخرى على المدى البعيد، على حد سواء، فإنك على الأرجح ستشعر بشعور طيب حيال نفسك وكذلك ستحظى على إعجاب واحترام الآخرين.
والأكثر أهمية من ذلك أن فرصك ستكون كبيرة في تحقيق هدفك المنشود، غالبا دون أن تجرح الطرف الآخر في سبيل ذلك، وسوف ينتاب كلا الطرفين بنهاية اليوم شعور طيب حيال ما حدث وسوف تزداد قوة العلاقة بناء على ذلك.
هل من خلاصة؟
في المرة التالية التي تواجه فيها موقفا يفرض عليك نزاعا ما، قم بتقييم أفكار واحتياجات ومشاعر الطرف الآخر، قبل أن تبادر بإبداء رأيك، ولتفكر في آرائك جيدا قبل أن تصرح بها، ولتعبر عنها بأسلوب محايد، ويمكنك صقل وتطوير مهارات التواصل الاجتماعي لديك من خلال خوض مثل هذه المواقف بنجاح.