عش مع الإيجابيين وادعم الآخرين
عش مع الإيجابيين وادعم الآخرين
ما الذي يعنيه العنوان في جزئه الأول.. عش مع الإيجابيين، وهل يعني ذلك التخلي عن الذين يحتاجون إلى دعمنا على كافة الأصعدة النفسية والذهنية وحتى المادية؟
لا نقصد هنا بأي حال من الأحوال أن نتخلى عمن هم في حاجة إلينا أو نتجاهل أفراد أسرتنا وأصدقاءنا الذين يمكنهم الاستفادة من دعمنا أو حبنا وعوننا، خاصة في الأوقات العصيبة.
ولكن ما نعنيه، هو أن الأشخاص السعداء يمضون وقتاً أطول مع غيرهم من المتنعمين بالسعادة أيضاً، أن السعادة والإيجابية أمور معدية وسهل أن تنتقل من شخص إلى آخر، وهكذا كلما أمضيت وقتا في صحبة أشخاص إيجابيين، ستستفيد وتنعم بسعادتهم وطاقتهم الإيجابية.
وعلى نقيض ذلك، قد يكون لبعض أفراد الأسرة أو الأصدقاء تأثير سلبي على حالتك المزاجية. إن الصديق الذي يجنح إلى الانتقاد ربما لا يركز على نقاط قوتك، وكذلك لن يساعدك الصديق المتشائم على تعزيز تقديرك لذاتك. فإذا بدا لك أن أحدهم "يجذبك إلى أسفل" فقلل ببساطة من الوقت الذي تمضيه معه.. إن الحفاظ على الإيجابية في داخلك أمر ليس بالهين في حد ذاته، وبالتأكيد سيكون أكثر صعوبة حين يكون إلى جوارك من يغرقك بالمشاعر السلبية طوال الوقت، وإذا لم تتلقَ الاحترام الذي ترى أنك تستحقه فلا تعطِ لآراء هذا الشخص أية وزن أو صلاحية.
إذا كنت تعرف شخصاً ما يتمتع على الدوام بالحيوية، فعليك أن تحرص على تمضية وقت أطول معه.. فكر في نشاط يمكن لكليكما الاستمتاع به، ولتدعه يعلم كم تشعر بالسعادة لوجودك في صحبته.. اقضِ ساعة تتناول فيها الغذاء مع زميل لك يحب التمشية عبر طرقات المدينة، بدلاً من تمضيتها مع زميل يحب القراءة في هدوء.. وإذا ما التقيت آباء آخرين في مدرسة طفلك وبدا لك أنهم مفعمون بالحيوية والطاقة، فاقترح عليهم الخروج في نزهة معاً، فليس هناك سبب يمنعك من تجديد روتين حياتك أو عقد صداقات جديدة بينما تتقدم في العمر، لذلك انطلق.
إن العلاقات الجيدة والإيجابية تقوم على التعاون بين كلا الطرفين والاعتماد المتبادل بينهما، وعلى الرغم من أن الاعتماد على الذات سمة محببة، إلا أنها قد تبعدك عن الآخرين، بينما يقود الدعم المتبادل إلى تعزيز العلاقات.
لقد سمعنا جميعا عن هؤلاء الأصدقاء غير الصدوقين الذين لا تجدهم إلى جوارك عندما تشتد بك الظروف.. وإذا كان في مقدورك أن تقدم الدعم عندما يحتاج الموقف إلى ذلك، فإن قيمتك كصديق ستصل إلى عنان السماء.. في المرة التالية التي تسمع فيها عن احتياج صديق لك، فكر في أفضل طريقة يمكنك أن تساعده بها.. حدد مقدار الوقت الذي يمكنك أن تقدمه له، وفكر في كيفية استغلال مهاراتك كي تساعده.
قد يتضمن ذلك:
** طهي وجبة له.
** الاعتناء بأبنائه مساء أحد الأيام.
** اقترح مخرجاً ما يريحه ولو لفترة من مشاكله.
** إرسال زهور أو تذكار صغير حتى يعلم أنك تفكر فيه.