شركة ألمانية تحذر من عودة أسعار الطاقة في أوروبا إلى الارتفاع
شركة ألمانية تحذر من عودة أسعار الطاقة في أوروبا إلى الارتفاع
قالت شركة الطاقة الألمانية العملاقة إيون إن سوق الطاقة الأوروبية لا تزال تعاني من ارتفاع الأسعار إلى حد ما، داعية المستهلكين والشركات إلى مواصلة ترشيد استهلاك الغاز الطبيعي والكهرباء.
وقالت الشركة في عرض نتائجها للنصف الأول من العام الحالي: "ما زالت هناك مصادر كبيرة للغاية لعدم اليقين على جانبي العرض والطلب، مع وجود المخاطر المتعلقة بالتطورات المستقبلية لأسعار الجملة" في سوق الطاقة، وفق وكالة بلومبرج للأنباء.
وتراجعت أسعار الجملة الأوروبية بشدة مقارنة بمستوياتها المرتفعة القياسية التي سجلتها في العام الماضي، في حين امتلأت مستودعات تخزين الغاز الطبيعي في أوروبا حاليا وقبل بدء موسم الشتاء الذي يشهد ذروة الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا، ورغم ذلك ما زالت الشركة الألمانية تحذر من أنه إذا حدث أي نقص غير مخطط في الإمدادات بالتزامن مع موجة طقس بارد خلال الشتاء، يمكن أن ترتفع الأسعار بشدة.
في الوقت نفسه كثفت إيون استثماراتها في مجال التحول في مجال الطاقة لكي تؤهل نفسها للتعامل مع زيادة الطلب على مصادر الطاقة المتجددة في أوروبا، وأنفقت الشركة نحو 2.4 مليار يورو (2.6 مليار دولار) على البنية التحتية خلال النصف الأول من العام الحالي بزيادة نسبتها 36% عن الفترة نفسها من العام الماضي، كما أكدت الشركة اعتزامها استثمار نحو 5.8 مليار يورو (6.3 مليار دولار) خلال العام الحالي ككل.
أزمة اقتصادية عالمية
تسببت تداعيات التغيرات المناخية (الجفاف وموجات الحر والفيضانات) وجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية في خلق أزمات اقتصادية عالمية في كل القطاعات وعلى رأسها الطاقة والغذاء، وامتد ارتفاع تكلفة الطاقة وغلاء المعيشة والتضخم إلى كل ركن من أركان كوكب الأرض تقريبا.
ووضع قرار روسيا وقف ضخ الغاز إلى أجل غير مسمى، أوروبا أمام معضلة غير مسبوقة، ويُتوقع ارتفاع قيمة فواتير الطاقة في أوروبا بمقدار تريليوني يورو (حوالي 2 تريليون و62 مليار و740 مليون دولار) خلال عام 2023.
وضاعفت الحرب والعقوبات الاقتصادية وحلول الشتاء، إضافة إلى استعمال موسكو للطاقة كأداة للضغط، من مخاوف الأوروبيين، وجعلت أسعار الغاز تصل لمستويات قياسية.
وفي ظل الأزمة، اتجه الاتحاد الأوروبي لتوفير الطاقة وإيجاد مصادر بديلة، بما في ذلك حملة عامة لدعم أهدافه، وهو بحاجة أيضاً لتوضيح أنَّ الدول الأوروبية ستساعد بعضها من خلال مشاركة كميات الغاز القليلة التي ستكون متاحة فضلا عن اتجاه العديد من الدول لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة وبعضها عاد مجددا لاستخدام المصادر القديمة كالفحم فضلا عن تدابير الترشيد في استهلاك الطاقة.