بطاقات اليانصيب.. وسيلة محببة لدى شباب الصين للهرب من ضغوط الحياة (صور)

بطاقات اليانصيب.. وسيلة محببة لدى شباب الصين للهرب من ضغوط الحياة (صور)

مع ارتفاع معدلات البطالة والضغوط الناجمة عن العمل والصعوبة التي يعانيها الشباب الصينيون لكسب لقمة العيش، يلجأ كثيرون منهم، بدافع الحزن واليأس أو للترفيه، إلى بطاقات اليانصيب بالخدش، آملين أن يصبحوا أثرياء.

وأصبحت هذه البطاقات شائعة جداً في الصين لدرجة أنّ المؤثرين عبر الانترنت باتوا جزءاً من هذه الظاهرة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وأنفقت تشين ينغ مثلاً مئة ألف يوان (13780 دولاراً) لشراء بطاقات اليانصيب التي تُقدم على خدشها مباشرة أمام متابعي قناتها عبر تطبيق "دوين"، النسخة الصينية من تيك توك.

لكنّ الشابة البالغة 26 عاماً لا تلعب اليانصيب من أجل الفوز.

فهي تشتري هذه البطاقات بسبب شعبيتها الكبيرة بين أوساط الشباب، آملةً في رفع عدد متابعيها عبر المنصة الاجتماعية، ولاقت خطوتها نجاحاً لأنّ عدد المشتركين في قناتها ارتفع من بضع مئات إلى 45 ألفاً في ستة أشهر.

ووصلت مبيعات بطاقات اليانصيب في الصين إلى 274 مليار يوان (نحو 37,19 مليار دولار) في النصف الأول من عام 2023، مسجلةً زيادة سنوية بـ50%، وهو ما يُرجِعه المحللون بشكل خاص إلى الركود الاقتصادي في البلاد.

وتشير تشين ينغ إلى أنّ الشباب يلجؤون إلى هذه البطاقات لأنّ "كسب الأموال ليس بمسألة سهلة في المرحلة الراهنة".

وتضيف: "يواجه خرّيجو الجامعات صعوبة لإيجاد وظيفة تناسبهم، ما يجعلهم راغبين في تحقيق ثروة سريعاً".

ولا تنطوي إحصاءات الأشهر الأخيرة في الصين على تفاؤل، في ظل ما تواجهه البلاد من تباطؤ في الاقتصاد المعرّض لخطر الانكماش.

صعوبة أن تصبح ثرياً

وفي هذا السياق، أحجمت الصين الثلاثاء عن نشر الأرقام المرتبطة بالبطالة لدى الفئة العمرية التي تُراوح بين 16 و24 سنة، بعدما سجّلت هذه الأرقام مستوى قياسياً في يونيو (21,3%).

وتقلّ أعمار ثلث متابعي تشين ينغ عن 23 عاماً، ومعظمهم من الطلاب.

ويقول الأستاذ في جامعة شنغهاي للمال والاقتصاد هوانغ تشنشينغ، في تصريح أدلى به أخيراً إلى وسائل إعلام صينية "في الذهنية الباطنية للناس، تتزايد صعوبة أن يصبح المرء ثرياً من خلال العمل".

ويشير إلى أن الصينيين "يميلون أكثر إلى تجربة بطاقات اليانصيب بالخدش لمعرفة ما إذا كانوا سيصبحون أثرياء بين عشية وضحاها بالحظ".

ومعظم متابعي تشين ينغ عبر "دوين" يتصفّحون حسابها خصوصاً لمشاهدتها وهي تخدش أوراق اليانصيب.

وتقول: "أحاول كسب شعبية وجعل أعداد أكبر من الأشخاص يعرفونني".

ويحاول مستخدمون كثر آخرون الاستفادة من طفرة بطاقات اليانصيب بالخدش.

وعبر تطبيق "دوين"، شوهدت مقاطع فيديو مصحوبة بوسم #Guaguale (اسم ماركة شهيرة لبطاقات اليانصيب) أكثر من 6,4 مليار مرة.

"لذة صغيرة"

ويوضح كورتيس تشينغ (25 سنة)، أنه يلعب اليانصيب بشكل متزايد. وهو ليس الوحيد الذي يشتري عدداً كبيراً من البطاقات، إذ يعج الكشك الواقع بجوار منزله والذي يوفّر هذه السلعة، بالشباب ظهراً ومساءً.

ويقول: "أحب الشعور بأنني قادر على تجربة حظي"، مضيفاً: "لا بأس بعدم الفوز، فبطاقات اليانصيب وسيلة لإضفاء الحيوية على حياتك".

ويشير كذلك إلى أنّ هذه البطاقات تشكل وسيلة يهرب عبرها من يومياته.

ويتابع: "أعتقد أن حاجة الشباب لتجربة أشياء جديدة تتزايد"، مضيفاً: "إنهم يرغبون في القليل من الحظ لتحسين وضعهم".

وتقول إريكا كوي (25 سنة) العاملة في مجال المعلوماتية، إن لعبة خدش البطاقات تمنحها فرصة لنسيان هواجسها.

وتشير إلى أنّ "الوضع الاقتصادي ليس جيداً خلال السنوات الأخيرة"، مضيفةً "فضلاً عن الضغوط الكبيرة الناجمة عن العمل والحياة اليومية، باختصار، أصبحت الصحة الذهنية للناس مقلقة بعض الشيء".

وتتابع: "عندما تلعب، تنسى حياتك المليئة بالمخاوف، هذه المتعة المحدودة هي أهم من الفوز بحد ذاته!".

وتعتبر إريكا كوي أنّ ألعاب اليانصيب تحظى بشعبية لأنّ عدداً كبيراً من الشباب يرغبون في التخلص من ضغوطات العمل والدراسة والحياة في المدن.

وتتابع: "الموضوع ينطوي على نوع من استنكار الذات، نقول لأنفسنا: حسناً إن الحياة ليست مذهلة لذا لنجرّب اليانصيب، ومن يدري ربما سنفوز بالجائزة الكبرى!".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية