تحذيرات من موجات حر شديدة في 49 محافظة تركية
تحذيرات من موجات حر شديدة في 49 محافظة تركية
حذرت مديرية الأرصاد الجوية التركية من ارتفاع درجات الحرارة في 49 محافظة في البلاد إلى مستويات كبيرة، وحثت السكان على توخي الحذر وحماية أنفسهم من ضربة الشمس.
وقالت قناة TV100 التلفزيونية: "أصدر المكتب العام للأرصاد الجوية تحذيرا من ارتفاع درجات الحرارة في 49 محافظة بسبب موجات الحر الشديدة"، وفق وكالة "نوفوستي" الروسية.
ومن المتوقع أن ترتفع درجة الحرارة إلى أكثر من 35 درجة، لذلك "يُطلب من المواطنين الذين يعيشون في هذه المحافظات أخذ الحيطة والحذر من ضربة الشمس".
وجاء في تحذير خبراء الأرصاد الجوية، أنه "بسبب الحرارة الشديدة، يجب على مواطنينا، وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة وكبار السن والأطفال، أن ينتبهوا ويبقوا حذرين بين الساعة 11 صباحا و4 مساء، لأنها أكثر ساعات اليوم حرارة".
وأشار الخبراء إلى أنه من المتوقع أن تصل أعلى درجة حرارة إلى 43 درجة مئوية في مقاطعات بطمان وكهرمان مرعش وشانلي أورفا ودنيزلي.
وأفادت صحيفة Hürriyet التركية في وقت سابق بأن درجة الحرارة ارتفعت إلى 47 درجة مئوية في محافظة ديار بكر التركية جنوب شرق البلاد، ما تسبب بخلو الشوارع هناك من المارة.
أعلنت السلطات التركية عن رصدها درجة حرارة عند نحو 50 درجة مئوية، وذلك لأول مرة في تاريخ الأرصاد في البلاد.
يذكر أن العديد من المناطق حول العالم تشهد موجات حر قياسية هذا الصيف.
وتشير معطيات برنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي لمتابعة البيئة على الأرض من الفضاء، إلى أن يوليو من العام الجاري 2023 أصبح الشهر الأشد حرارة في تاريخ الأرصاد.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".