رغم تهديدات موسكو.. كييف تعلن مغادرة أول سفينة شحن عبر البحر الأسود
رغم تهديدات موسكو.. كييف تعلن مغادرة أول سفينة شحن عبر البحر الأسود
أعلنت كييف، مغادرة أول سفينة شحن ميناء أوديسا الواقع على البحر الأسود عبر ممر ملاحي جديد، رغم تحذير روسيا في وقت سابق من أنها قد تستهدف السفن التي تستخدم الموانئ الأوكرانية.
وجاء هذا الإعلان الذي يثير مخاوف من تدخل سفن حربية روسية، بعد ساعات من إعلان أوكرانيا أنها حررت قرية في إطار الهجوم المضاد الذي تشنه على طول الجبهة الجنوبية، وفق فرانس برس.
وأصدرت روسيا تهديدها بعدما أوقفت الشهر الماضي العمل باتفاق الحبوب الذي تم التوصل إليه بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا، وضمن ممرا آمنا لشحنات الحبوب من 3 موانئ أوكرانية.
وقال الوزير الأوكراني المكلف شؤون البنى التحتية، أولكسندر كوبراكوف، إن "حاملة الحاويات جوزيف شولت... غادرت ميناء أوديسا وتبحر عبر الممر المؤقت الذي أنشئ للسفن المدنية".
وكانت السفينة تبحر بموازاة الساحل الأوكراني متجهة نحو فيلكوف جنوبا، وفقا لموقع متخصص بتتبع السفن.
وغادرت سفينة الشحن التي تحمل علم هونغ كونغ وكانت عالقة بميناء أوديسا الأوكراني، بعد أن حوصرت هناك لنحو عام ونصف العام بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
يشار إلى أنه تم تدشين هذا الطريق من أجل السفن المدنية، حيث تستخدمها على مسؤوليتها الخاصة. وقد أقيم هذا الطريق الشهر الماضي بعدما أنهت روسيا اتفاقا، تم التوصل إليه بوساطة أممية، لنقل صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية المحاصرة.
وأكدت شركة "بيرنارد شولته لإدارة النقل البحري" التي تقوم بتشغيل السفينة، ومقرها هامبورغ بألمانيا، أن مسار السفينة الذي تم تحديده تضمن الإبحار إلى البوسفور، بعد عبور المياه الإقليمية لأوكرانيا ورومانيا وتركيا.
مسيرات تستهدف ميناء نهريا في أوديسا
ومنذ خروج روسيا من الاتفاق، صعدت موسكو هجماتها على البنى التحتية لميناء البحر الأسود الأوكراني والمرافق التي تستخدمها كييف لتصدير الحبوب عبر نهر الدانوب.
وقالت أوكرانيا، الأربعاء، إن مسيرات روسية ألحقت أضرارا بميناء على نهر الدانوب في منطقة أوديسا في جنوب البلاد، في أحدث هجوم يستهدف هذه المنشآت منذ أوقفت موسكو العمل باتفاق الحبوب.
وأثار الهجوم موجة غضب في رومانيا المجاورة التي أصبحت الآن مركزا رئيسيا لصادرات الحبوب الأوكرانية إلى الخارج منذ انهيار الاتفاق.
وقال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط 13 مسيرة خلال الليل في منطقتي أوديسا وميكولايف الجنوبيتين.
وغادرت سفينة الشحن ميناء أوديسا بعد ساعات من إعلان الجيش الأوكراني استعادة السيطرة على أوروجاين، وهي قرية صغيرة في منطقة دونيتسك التي يقول الكرملين إنها باتت جزءا من روسيا.
وكتبت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، غانا ماليار، عبر منصات التواصل الاجتماعي "تم تحرير أوروجاين.. الهجوم يتواصل".
وأطلقت كييف مطلع يونيو هجوما مضادا لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد وجنوبها بعد حصول الجيش الأوكراني على دعم عسكري غربي ضخم.
وأوروجاين التي كان عدد سكانها يقدر بزهاء ألف نسمة قبل الحرب، تعتبر ضمن مجموعة من القرى التي تعمل القوات الأوكرانية منذ أسابيع على استعادتها.
ويأتي الإعلان الأوكراني عن استعادة أوروجاين غداة تأكيد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن الموارد العسكرية الأوكرانية "شبه مستنفدة".
وموسكو التي تقلل دائما من قدرات كييف الهجومية، لم تعلق بعد على التصريحات الأوكرانية بشأن استعادة القرية.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.