أسرة رئيس وزراء بريطاني سابق تتوجه إلى الكاريبي للاعتذار عن تجارة الرقيق

أسرة رئيس وزراء بريطاني سابق تتوجه إلى الكاريبي للاعتذار عن تجارة الرقيق

 أفادت تقارير صحفية بأنه من المقرر أن تتوجه أسرة رئيس الوزراء البريطاني، في العصر الفيكتوري، ويليام جلادستون، إلى منطقة البحر الكاريبي للاعتذار عن الدور التاريخي، الذي اضطلع به أبوه في تجارة الرقيق.

وويليام، الذي شغل منصب رئيس الوزراء الليبرالي في 4 مناسبات في القرن التاسع عشر، هو نجل جون جلادستون، الذي يعد واحدا من أكبر مالكي العبيد في جزر الهند الغربية البريطانية، حسب وكالة الأنباء البريطانية "بي.إيه.ميديا" اليوم الأحد.

وقال تشارلي جلادستون، حفيد حفيد جون إنه شعر بالامتعاض الشديد، عندما اكتشف ماضي أسرته في امتلاك العبيد.

وذكرت صحيفة "ذا أوبزرفر"، أنه هو وخمسة من أفراد أسرته الآخرين من المقرر أن يتوجهوا إلى جيانا في أمريكا الجنوبية، لتقديم الاعتذار عن ملكية جون للأفارقة.

وفي وقت سابق، كشفت وثائق تاريخية عن مدى ضلوع بريطانيا في تجارة الرقيق، وعن العائلات البريطانية التي أثرت بحصولها على تعويضات تقدر بمليارات الدولارات بأسعار اليوم من تلك التجارة بعد إلغائها في القرن التاسع عشر.

وتتضمن تلك السجلات التي لم يسبق الاطلاع عليها من قبل، أسماء الذين حصلوا على تعويضات من الحكومة البريطانية آنذاك عقب إلغاء تلك التجارة، الأمر الذي من شأنه أن يسبب إحراجاً لأسلافهم.

ونقلت صحيفة "ذي إندبندنت أون صنداي" عن الدكتور نيك درابر من جامعة كوليج لندن -الذي اطلع على مستندات التعويضات- قوله، إن خُمس الأثرياء البريطانيين في عصر الملكة فيكتوريا التي حكمت بريطانيا بين عامي 1837 و1901، جمعوا ثرواتهم كلها أو جزءا منها من تجارة الرقيق.

وأضافت الصحيفة أن ثمة عائلات ثرية في كل أنحاء بريطانيا ما فتئت حتى اليوم تستمتع من عائدات تلك التجارة التي آلت إليهم.

وقضى أكاديميون من جامعة كولدج لندن بقيادة درابر، 3 سنوات في دراسة 46 ألف وثيقة بالتعويضات التي دُفعت لمُلاك العبيد من البريطانيين وإنزالها في قاعدة بيانات على الإنترنت.

وقال درابر إن النتائج المستخلصة من تلك الوثائق قد تكون لها تداعياتها على الجدال الذي ستثيره حول التعويضات، وتقود دولة باربادوس -وهي من جزر البحر الكاريبي- ركب المطالبين بتعويضات من المستعمر البريطاني عن المظالم التي لحقت بالعبيد وعائلاتهم.

ومن بين الشخصيات التي أُميط اللثام عن استفادتها من تجارة الرقيق، رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون ووزير الزراعة الأسبق دوغلاس هوغ والروائيان غراهام غرين وجورج أورويل والشاعرة إليزابيث براونينغ والرئيس الحالي لمجلس الفنون البريطاني بيتر بازالغيت.

ومن الشخصيات البارزة الأخرى التي ضمت السجلات أسماءهم، أحفاد آل بارينغ وهي أقدم العائلات المصرفية في بريطانيا، وهنري لاسيليز أحد نبلاء منطقة هاروود بإنجلترا وأحد أسلاف أبناء عمومة الملكة.

تجارة الرقيق كانت مصدرا رئيسيا للثروة في الإمبراطورية البريطانية، حيث كان العبيد يُسخَّرون للعمل في تجارة السكر بجزر الهند الغربية وزراعة القطن في شمال إفريقيا.

ولم يقتصر الثراء من تلك التجارة على سادة العبيد وحدهم، بل هناك من استثمر في نقل الأفارقة لاستعبادهم، ونقلت السفن البريطانية بين عامي 1800 و1810 نحو 3 ملايين عبد عاشوا بعدها حياة السُخرة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية