جاكرتا تأمر 50% من موظفي الخدمة المدنية بالعمل من المنزل لشهرين
لتحسين جودة الهواء
أمرت السلطات الإندونيسية الآلاف من موظفي القطاع العام في العاصمة جاكرتا بالعمل من المنزل اعتبارًا من الاثنين ولمدّة تجريبية تستمرّ شهرَين، بهدف تحسين جودة الهواء في المدينة.
وتُشكّل جاكرتا مع المدن المحيطة بها منطقة ضخمة يسكن فيها 30 مليون شخص تقريبًا، وقد تجاوز متوسط التلوث بالجسيمات الدقيقة PM 2,5 التي لا يتعدّى قطرها 2,5 ميكرومتر المعدّلات المسجّلة في مدن أخرى عالية التلوّث.
ويعزو الناشطون المستويات العالية من الضباب الدخاني السامّ إلى مجموعات المصانع ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم قرب جاكرتا، لكنّ الحكومة رفضت هذه الاتهامات معتبرة أنّ التلوث المتزايد للهواء مؤخرًا يعود بشكل أساسي لسوء الأحوال الجوية وحركة المرور.
وجاء في إشعار حكومي، أنّ آلية العمل من المنزل مرتبطة بجهود للحدّ من زحمة السير في المدينة خلال قمة رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) الشهر المقبل و"لخفض مستويات تلوث الهواء في جاكرتا".
وأوضح الإشعار أنّ 50% من موظفي الخدمة المدنية في جاكرتا أُمروا بالعمل من المنزل بين 21 أغسطس و21 أكتوبر، مشيرًا إلى أن ما يصل إلى 75% من الموظفين الحكوميين في العاصمة سيعملون من المنزل خلال قمة "آسيان" بين الرابع من سبتمبر والسابع منه.
وبحلول يوليو، كان نحو 50 ألف موظف في الخدمة المدنية يعملون في جاكرتا، وفق وكالة الخدمة المدنية الإقليمية.
وقال القائم بأعمال حاكم جاكرتا هيرو بودي هارتونو للصحفيين، الأحد، إنّ الحكومات المحلية في المدن المحيطة بالعاصمة تدرس أيضًا ترتيبات مماثلة تتعلّق بالعمل من المنزل بالنسبة لموظفي الخدمة المدنية، لكن لفترة أقصر.
وأشار إلى أنّ حكومة جاكرتا ستشرف على تطبيق هذه السياسة، مع احتمال وضع حدّ لها في وقت أبكر ممّا هو مخطط لها إذا تبيّن أنّها غير ناجحة.
وتُعدّ هذه الآلية واحدة من التدابير التي تتخذها الحكومة لتحسين جودة الهواء في جاكرتا.
وفي منشور على إنستغرام الأسبوع الماضي، قال وزير تنسيق شؤون البحرية والاستثمارات لوهوت باندجايتان إنّ تركيز سياسات الحكومة للتحكم في الانبعاثات يشمل التركيز على قطاعي الصناعة وتوليد الطاقة.
وتمثّل الانبعاثات من المركبات 44% من تلوث الهواء في جاكرتا، تليها انبعاثات قطاع الطاقة التي تصل إلى 31% وقطاع التصنيع (10%)، بحسب مسؤولين.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا (مرعب)، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".