دعوات لحكومة بريطانيا لدعم الأسر مالياً لتجنب "شتاء اليأس والمعاناة"
دعوات لحكومة بريطانيا لدعم الأسر مالياً لتجنب "شتاء اليأس والمعاناة"
تم حث الوزراء البريطانيين على التدخل لمنع "شتاء اليأس والمعاناة" من خلال تقديم الدعم المالي لملايين الأسر التي تواجه فواتير طاقة لا يمكن السيطرة عليها، وفق صحيفة "الإندبندنت".
وتتعرض الحكومة لضغوط متجددة للتحرك بعد تحذيرات من أن تكاليف الطاقة ستظل غير قابلة للتحمل بالنسبة للفئات الأكثر ضعفا في المجتمع، على الرغم من إعلان يوم الجمعة عن انخفاض الحد الأقصى لأسعار الطاقة، وفق الصحيفة.
وأعلنت هيئة مراقبة الطاقة Ofgem أن متوسط التكلفة السنوية لفواتير الغاز والكهرباء ستنخفض إلى 1923 جنيهًا إسترلينيًا اعتبارًا من أكتوبر لـ29 مليون أسرة في إنجلترا وويلز واسكتلندا، أي أقل بمقدار 150 جنيهًا إسترلينيًا عن الربع السابق.
يمثل هذا التغيير المرة الأولى التي يقل فيها الحد الأقصى عن 2000 جنيه إسترليني منذ 18 شهرًا.
ومع ذلك، فإن الأسرة النموذجية ستظل تدفع ما يقرب من ضعف سعر الغاز والكهرباء عما كانت عليه قبل الحرب في أوكرانيا الذي أدى إلى أزمة طاقة عالمية، ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار مرة أخرى اعتبارا من يناير.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن الكثيرين لن يروا فرقًا يذكر في ما يدفعونه لأن الدعم البالغ 400 جنيه إسترليني الذي قدمته الحكومة لجميع المنازل في الشتاء الماضي لم يعد متاحًا، وارتفعت الرسوم الدائمة من متوسط 186 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا في أكتوبر 2021 إلى ما يزيد قليلاً على 300 جنيه إسترليني.
ودعت الجمعيات الخيرية ومجموعات الحملات الحكومة إلى تقديم تعريفة اجتماعية بشكل عاجل، والتي من شأنها خفض فواتير الأسر ذات الدخل المنخفض والضعيفة، وتحصيل أسعار أقل من التكلفة.
وكانت صحيفة "الجارديان" قالت إن ملايين البريطانيين لم يشغلوا التدفئة خلال فترات البرد في الشتاء الماضي في محاولة لتوفير فواتير الطاقة مع ارتفاع تكلفة الغاز والكهرباء.
وحاول ما يقرب من 9 من كل 10 أسر تقليص استخدامهم للطاقة في الشتاء الماضي، في حين قال ما يقرب من نصف الأسر البريطانية، أو 13 مليون منزل، إنهم لم يقوموا بتشغيل التدفئة عندما أصبح الجو باردا، وفقا لمسح شمل 4000 شخص أجرته مؤسسة ستانفورد للأبحاث ومجموعة المستهلكين "ويتش؟".
أزمة غلاء معيشة
وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.
وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.
دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية" فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.
مؤخرا نفذ عمال السكك الحديدية والأطباء والعاملون في قطاعات التمريض والبريد والمطارات في بريطانيا إضرابا عن العمل، بعد فشل مفاوضات بشأن زيادات في الأجور تماشيًا مع التضخم الذي سجل مستويات قياسية.
وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الوطني للتعليم البريطاني، أن الإضراب بين أعضائه في الخريف المقبل سيكون السبيل الوحيد المتاح إذا لم يتم حل الخلاف مع الحكومة بشأن رفع المرتبات لمواجهة ارتفاع التضخم.
وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.











