اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية.. صرخة أممية لإنقاذ العالم من الدمار

يحتفل به في 29 أغسطس من كل عام

اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية.. صرخة أممية لإنقاذ العالم من الدمار

بكوارث إنسانية ومناخية لا حصر لها، تألم العالم على مدى 8 عقود، جراء أكثر من 2000 تجربة للأسلحة النووية، ألقت بظلال آثارها المدمرة على حياة الإنسان.

ويحيي العالم، اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية، في 29 أغسطس من كل عام، للتذكير بالآثار المدمرة لهذه التجارب على حياة الإنسان والغلاف الجوي.

وللتجارب الدولية آثار مدمرة على حياة الإنسان، ناهيك عن مخاطر التداعيات النووية الناجمة عن اختبارات الغلاف الجوي. 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه "منذ عام 1945، تسببت أكثر من ألفي تجربة نووية في معاناة مرعبة للناس، وسمّمت الهواء الذي نتنفّس، ودمرت البيئة الطبيعية في جميع أنحاء العالم".

وأضاف غوتيريش في كلمته بهذه المناسبة: "في اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية، ينادي العالم بصوت واحد لإنهاء هذا الإرث المدمرة".

وتابع: "في هذا العام، نواجه ارتفاعا مقلقا في مستويات انعدام الثقة والانقسام على الصعيد العالمي، ويأتي هذا في وقت يشهد فيه العالم تخزين ما يقرب من 13 ألفاً من الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم، بينما تعمل البلدان على تحسين دقة هذه الأسلحة ومدى وصولها وقوتها التدميرية، وهذا وضع ينذر بإبادة محققة".

ومضى قائلا: "يشكل عنصر الحظر الملزم قانونا على التجارب النووية خطوة أساسية في سعينا إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية، ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وإن لم تدخل حيز النفاذ بعد، تظل شهادة قوية على إرادة البشرية في طرد شبح الإبادة النووية من عالمنا، نهائيا وبلا رجعة".

واختتم بقوله: "باسم جميع ضحايا التجارب النووية، أدعو جميع البلدان التي لم تصدق بعد على المعاهدة إلى أن تفعل ذلك فورا، وبدون شروط.. فلننهِ التجارب النووية إلى الأبد".

منذ أول تجربة نووية في عام 1945، أجري ما يزيد على ألفي تجربة للأسلحة النووية، إذ كان امتلاك أسلحة نووية هو أحد معايير التطور العلمي أو القوة العسكرية، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.

وأظهر الإدراك المؤخر والتاريخ الآثار المروعة والمفجعة للتجارب النووية، خاصة عندما تضعف ظروف المراقبة، وفي ضوء ما وصلت إليه الأسلحة النووية اليوم من قوة وقدرة على التدمير.

ويهدف اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية إلى زيادة الوعي والتثقيف بشأن آثار التفجيرات التجريبية للأسلحة النووية أو أي تفجيرات نووية أخرى وضرورة وقفها باعتباره من الوسائل الكفيلة بتحقيق هدف إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية.

وخلال العقدين الماضيين، ساعدت تطورات كثيرة ثنائية ومتعددة الأطراف على مستوى الحكومات فضلاً عن حركات موسعة في المجتمع المدني على تعزيز قضية حظر التجارب النووية.

يأتي ذلك اقتناعا بأن نزع السلاح النووي والإزالة التامة للأسلحة النووية هو الضمان المطلق الوحيد ضد استخدام أو التهديد بالأسلحة النووية.

وفي سبتمبر 2014، احتفلت الأمم المتحدة باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية لأول مرة، وقد شجع اليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية، فضلا عن فعاليات وأنشطة أخرى، على بروز بيئة عالمية ذات الآفاق الأكثر تفاؤلاً لعالم خالٍ من الأسلحة النووية.

لكن لسوء الحظ، لم يدخل الصك الدولي الذي هو بمثابة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لعام 1996 للحد من جميع أشكال التجارب النووية حيز التنفيذ حتى الآن.

من خلال تقييد تطوير أنواع جديدة متطورة من الأسلحة النووية، فإن معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية تكبح سباق التسلح.

وتمثل حاجزًا معياريًا قويًا ضد الدول المحتملة التي قد تسعى إلى تطوير أسلحة نووية وتصنيع أو الحصول عليها لاحقًا، في ما يُعد انتهاكا لالتزاماتها بعدم الانتشار.

ويلزم بذل المزيد من الجهود لضمان بدء تنفيذ معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وصون مكانتها في الهيكل الدولي، إذ تناشد الأمم المتحدة جميع الدول أن تلتزم بتوقيع المعاهدة في وقت مبكر إذا لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل، وأن تسرع في استكمال تصديقها.

وتأمل أن يتم القضاء على جميع الأسلحة النووية يوماً ما، وحتى ذلك الحين هناك حاجة إلى الاحتفال باليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية في الوقت الذي نعمل فيه من أجل تعزيز السلم والأمن في جميع أنحاء العالم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية