خبراء حقوقيون "غاضبون" من الاعتداءات على الناشطات بالمكسيك
خبراء حقوقيون "غاضبون" من الاعتداءات على الناشطات بالمكسيك
حثت مجموعة من خبراء حقوق الإنسان المستقلين في الأمم المتحدة، الأربعاء، حكومة المكسيك على التحقيق ومقاضاة أولئك الذين يهاجمون الناشطات اللائي يبحثن عن أقاربهن المفقودين.
وقال الحقوقيون في بيان صدر في أعقاب حادثين جديدين: "نحن غاضبون لأن أولئك الذين يبحثون عن أفراد أسرهم وأحبائهم المختفين قسرا لا يزالون مستهدفين ويواجهون العنف في المكسيك".
قتل وحشي
قتلت المدافعة عن حقوق الإنسان تيريزا ماغيال بالرصاص بينما كانت تركب دراجتها في سيلايا بولاية غواناخواتو في 2 مايو، واختفى ابنها خوسيه لويس أباسيو ماغيال، البالغ من العمر 34 عاما، قبل ثلاث سنوات.
كانت "ماغيال" جزءا من مجموعة شكلتها عائلات الأشخاص الذين اختفوا وكانت سادس متطوع يقتل منذ عام 2021، وفقا لتقارير وسائل الإعلام.
وقبل شهرين، تعرضت أراسيلي رودريغيز نافا، التي تبحث بلا كلل عن ابنها المختفي، لهجوم في تشيلبانسينغو، عاصمة ولاية غيريرو، ووقع الحادث في 4 مارس.
وقال خبراء الأمم المتحدة إن المرأتين كانتا مستفيدتين من آلية الحماية الفيدرالية للمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين، وعلى الرغم من أن قضاياهم لا تزال قيد التحقيق، فإن المعلومات حول فعاليتها كانت شحيحة.
ضمان الحرية والسلامة
وحث خبراء الأمم المتحدة السلطات المكسيكية على ضمان أن يتمكن المدافعون عن حقوق الإنسان الذين يعملون في مجال الاختفاء القسري من العمل بحرية وأمان.
وقالوا إن حالات الاختفاء القسري والهجمات التي تستهدف هؤلاء النشطاء مرتبطة بوجود جماعات الجريمة المنظمة والابتزاز والاتجار بالبشر وشبكات الخطف والفساد والتواطؤ مع السلطات.
وعلاوة على ذلك، فإن العمل في بيئة دائمة من الخوف والتهديد وانعدام الأمن له تأثير مخيف على أقارب الضحايا والمجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات.
التحقيق والمقاضاة
وأضاف الخبراء أن العديد من المدافعين عن الحقوق هم من النساء وكبار السن، مما يزيد من خطر استهدافهم، قائلين: "إنه لأمر مقلق للغاية أن يستمر الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء على الرغم من تقديم الشكاوى.. تدابير الوقاية والحماية لضحايا وأهداف الهجمات إما غير متوفرة أو غير فعالة".
وتابعوا: "يتعين على حكومة المكسيك أن تحقق على وجه السرعة مع أي شخص مسؤول عن الانتهاكات المزعومة وتحاكمه وتفرض عليه العقوبات المناسبة".
اعتماد جميع التدابير
ومع صدور بيانه في اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، حث خبير الأمم المتحدة الحكومة المكسيكية على "اعتماد جميع التدابير اللازمة لمنع إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بحياة وسلامة أولئك الذين يبحثون عن المختفين قسرا وأفراد أسرهم وحركات المجتمع المدني والمنظمات والموظفين العموميين".
وأشاروا إلى أن حملة رئاسية تسمى De Frente a la Libertad جارية في المكسيك تسلط مزيدا من الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحفيون ونشطاء حقوق الإنسان في البلاد.
وقالوا إن الوقت قد حان لكي تتخذ السلطات تدابير فعالة لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يبحثون عن الحقيقة والعدالة.
صدر البيان عن مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، ماري لولور، ومقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات، ريم السالم، والخبيرة المستقلة المعنية بتمتع كبار السن بجميع حقوق الإنسان، كلوديا ماهلر.
وقد أقره فريق عامل ولجنة تابعان للأمم المتحدة تغطي ولاياتهما حالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي.