جمعية مناخية في النمسا تلفت الانتباه لخطورة انحسار الأنهار الجليدية
بتابوت مصنوع من الجليد..
لفتت جمعية للعمل المناخي في النمسا الانتباه إلى الانحسار المدمر للأنهار الجليدية في جبال الألب الثلاثاء، بتابوت مصنوع من الجليد.
وحمل العديد من الأشخاص كتلة ضخمة من الجليد على شكل تابوت في موكب جنائزي رمزي في فرانز جوزيف هوه على طريق جروسجلوكنر هاي ألبين على ارتفاع أكثر من 2300 متر فوق مستوى سطح البحر.
وكان رجل دين كاثوليكي وبروتستانتي من بين الحضور، حسب ما ذكرت محطة (أو.آر.إف).
ومن خلال هذا التحرك، أرادت جمعية "احموا فصول شتائنا" بالنمسا لفت الانتباه إلى التطور الدراماتيكي في نهر بستيرز الجليدي، الذي يبلغ طوله حوالي 8 كيلومترات، وهو أكبر نهر جليدي في النمسا، وفي الصيف الماضي وحده، انحسر النهر الجليدي بمقدار 87 مترا.
ومن المرجح أن ينفصل النهر الجليدي عن قسمه العلوي في غضون عام إلى عامين ثم يختفي تماما، حسب ما قالت رئيسة الجمعية فيرينا ستال.
وتثار مخاوف كبيرة من جراء آثار التغيّر المناخي الذي يعززه النشاط البشري، والتي ستؤدي إلى اختفاء الأنهار الجليدية في النمسا "في عام 2075 على أبعد تقدير.
ورُصد التدهور نفسه في مختلف أنحاء جبال الألب التي تضم أربعة آلاف من أصل 215 ألف نهر جليدي في العالم، وتتسبب ظاهرة تدهور الأنهار الجليدية بارتفاع مستوى البحار وعدم استقرار التضاريس الصخرية وزيادة الجفاف.
وستختفي نصف الأنهار الجليدية في العالم بحلول نهاية القرن الراهن بسبب التغير المناخي، كما ذكرت دراسة نشرتها مجلة "ساينس" العلمية.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".