يوم الإذاعة العالمي.. كيف جعل الراديو أحلام البشر ممكنة؟

يوم الإذاعة العالمي.. كيف جعل الراديو أحلام البشر ممكنة؟

أن تجلس مع أصدقائك لتستمعوا إلى أغنيتكم المفضلة وتتذكروا براءة الطفولة التي ولت من عشرات السنين، أو أن يبعث لك أحد فقدت معه الاتصال منذ سنوات برسالة حب تصلك على بعد آلاف الأميال، أو أن تستمع إلى صوت شخوص غيروا عالمنا للأفضل ولكنهم رحلوا ولم يعد باق منهم غير كلمات تصلك عبر الأثير.. كل هذه أحلام لكنها باتت ممكنة بفضل هذا الجهاز الأيقوني.. الراديو.

إنه اليوم العالمي للإذاعة، الذي يحتفل فيه الناس حول العالم بالراديو وكيف شكل حياتنا، حيث نكتشف العالم وأخباره وثوراته ونكباته وأفراحه عبر الراديو، ويعتبر أسهل وسيلة تصل إلى المجتمعات النائية في جميع أنحاء العالم، قبل أن يعرف العالم التلفزيون أو الإنترنت. 

وبعيدا عن حياتنا الخاصة لقد شهد الراديو على صناعة لحظات تاريخية، غيرت وجه البشرية للأبد، وإذا تحدثنا عن عدد المرات التي سطر فيها الراديو تاريخنا، لن نستطيع.. فهي ملايين المرات.

لكننا سنتحدث عن شعار من كلمتين فقط لكنه صنع الفارق وكان سببا في تحقيق العدالة والمساواة بين البشر بغض النظر عن لون بشرتهم.

في 28  أغسطس 1963، سار المناضل في مجال الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ في مسيرة للسود، شارك فيها حوالي ربع مليون شخص في العاصمة الأمريكية، وتحت نصب أبراهام لينكولن التاريخي ألقى كينغ الخطاب الذي يتضمن شعاره الشهير "لدي حلم".

خطبته التي بثها الراديو؛ فألهمت البشرية وباتت شعار الإنسانية، فالجميع لديهم حلم، حلم الحرية، حلم الحب، حلم النجاح، كل هؤلاء جمعهم الراديو على خطاب مارتن الذي تم اختياره كأهم خطاب سياسي في القرن العشرين.

في ذلك الوقت كان السود يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية غير مسموح لهم باستخدام نفس المدارس أو المطاعم أو دور السينما أو حتى المراحيض العامة التي يستخدمها الأشخاص البيض، كان خطاب مارتن بمثابة اللحظة الحاسمة لحركة الحقوق المدنية الأمريكية وساعد البث الإذاعي في إخبار بقية العالم بنضالهم من أجل المساواة.

يأتي اليوم العالمي للإذاعة كل عام للتأكيد على قوة الإذاعة في تعزيز التفاهم وتقوية المجتمعات وفي 13 فِبراير من كل سنة يحتفل العالم بهذه الذكرى، وقد تم اختيار هذا التاريخ تزامناً مع ذكرى إطلاق إذاعة الأُمم المتحِدة عام 1946م.

ويحتفي به العالم هذا العام تحت عنوان "عودة الثقة"، حيث استطاع الراديو أن يجذب الجمهور خلال فترة الكوفيد كما زاد الاهتمام بالراديو باعتباره وسيلة لتبادل الأخبار والحصول على المعلومات، ويذكر أن  العالم يحتفل هذا العام بمرور أكثر من قرن كامل على تأسيس الإذاعة وخروجها للنور.

 




ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية