تحقيق يكشف وقوع ألف ضحية لاعتداءات جنسية في الكنيسة الكاثوليكية السويسرية
تحقيق يكشف وقوع ألف ضحية لاعتداءات جنسية في الكنيسة الكاثوليكية السويسرية
سمحت أول دراسة علمية حول الاعتداءات الجنسية المرتكبة في الكنيسة الكاثوليكية في سويسرا، بالكشف عن 921 ضحية منذ عام 1950، وفق ما كشفت عنه جامعة زوريخ التي كلّفتها السلطات الكنسية التحقيق.
وقالت البروفسورة مارييتا ماير التي قادت الدراسة مع زميلتها مونيكا دومان: "قد يكون هذا مجرد غيض من فيض" مع عدم الإبلاغ عن العديد من الحالات أو تدمير الوثائق المرتبطة بها، بحسب وكالة فرانس برس.
وهذه النتيجة الأولى لتحقيق أجراه مؤرخون على مدى عام من أجل الإضاءة على الانتهاكات التي وقعت في سويسرا، على غرار التحقيقات التي أجريت في دول أخرى.
وأظهرت هذه النتائج الأولية التي ستستكمل بحملة بحوث جديدة تستمر ثلاث سنوات، أن 74% من الضحايا الذين حُدّدوا حتى الآن هم من القُصَّر.
وفي المجموع، ارتكب 510 أشخاص، معظمهم من الرجال، هذه الانتهاكات.
وأظهرت الوثيقة أن أكثر من نصف الضحايا (56%) هم ذكور و39% إناث، فيما لم يعرف جنس الضحايا في الحالات المتبقية.
وللمفارقة، أعلنت أعلى سلطة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في سويسرا، الأحد، فتح تحقيق أولي في اتهامات بالتستر على اعتداءات جنسية داخل الكنيسة.
قضية الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية في سويسرا لم تكن الأولى من نوعها بل سبقها حوادث مماثلة في عدد من الكنائس في أوروبا وأنحاء العالم، ففي عام 2020م أظهر استطلاع أجرته منظمة المؤتمر الألماني لرؤساء الرهبان (دي أو كيه)، أن ما لا يقل عن ثلث الرهبان والراهبات في الكنيسة الكاثوليكية، قد طالتهم اتهامات بممارسة انتهاكات جنسية بحق أطفال ومراهقين.
وتعرض أكثر من 216 ألف طفل لانتهاكات أو اعتداءات جنسية ارتكبها رجال دين كاثوليك في فرنسا بين 1950 و2020.
وفي بولندا، توجه الآلاف من ضحايا الكنيسة الكاثوليكية إلى القضاء، بهدف محاكمة مسؤولين في الكنيسة عن تعرضهم للاعتداءات الجنسية.
وفي عام 2019م، فتح الفاتيكان تحقيقاً داخليا بحق الكاردينال الأسترالي “جورج بيل”، بعد إدانته بالاعتداء جنسياً على طفلين في جوقة كنيسة، بحسب ما أعلن متحدث باسم الكرسي.
و”بيل” الذي كان في السابق أحد أقرب مستشاري البابا فرنسيس، وشغل الكاردينال بيل منصب كبير أساقفة أستراليا ووزير اقتصاد الكرسي الرسولي، وهو ثالث أعلى منصب في دولة الفاتيكان، هو أرفع رجل دين كاثوليكي تتم إدانته بجرائم جنسية ضد أطفال.
وأعلن الفاتيكان عام 2019م، تجريد كبير أساقفة واشنطن السابق “ثيودور ماكاريك” من وضعه الكنسي، بعدما وجدت لجنة تأديبية أنه مذنب بممارسة الجنس مع بالغين وقصر، وذكر الفاتيكان في بيان له أن مجمع عقيدة الإيمان وجد أنه “مذنب” بـ”ارتكاب خطايا ضد الوصية السادسة مع قصر وبالغين وبإساءة استغلال السلطة”، وكان “ماكاريك” أحد القادة الأكثر نفوذاً في الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية.
وكشفت سلطات التحقيق في ولاية بنسلفانيا في 14 أغسطس 2018، عن تفاصيل مفجعة بشأن حجم جرائم الاعتداء والتحرش الجنسي بالأطفال، والتعتيم على هذه الجرائم في الكنيسة الكاثوليكية بالولايات المتحدة الأمريكية، واتهمت السلطات أكثر من 300 قس كاثوليكي، لم تذكرهم بالاسم، بارتكاب جرائم الاعتداء والتحرش الجنسي بالأطفال، فيما تقدم 95 ألف شخص من ضحايا الانتهاكات الجنسية، بطلب تعويضات لدى حركة كشّافة شباب أمريكا (بوي سكاوتس أوف أمريكا)، في فضيحة تجاوزت -على ما يبدو- حدة فضيحة مشابهة بالكنيسة الكاثوليكية.