"اليونيسف" تساعد الأطفال في ليبيا على تخطي صدمة "ليلة العاصفة"
"اليونيسف" تساعد الأطفال في ليبيا على تخطي صدمة "ليلة العاصفة"
قال ممثل منظمة اليونيسف في ليبيا، ميكيلي سيرفادي، إن حجم الدمار الذي لحق بالمناطق المتضررة من السيول والفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال هائل، فيما يقدر عدد الوفيات بالآلاف.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، تحدث "سيرفادي" عن الدور الذي تلعبه اليونسيف في دعم أطفال ليبيا الذين مازال عدد منهم عالقين في المنطقة المتضررة، وإعانتهم على تخطي الصدمة التي عاشوها في "تلك الليلة الرهيبة"، ومراقبة حالات سوء التغذية المحتملة ودعم النظام الصحي للوقاية منها.
وأشار المسؤول الأممي إلى أنه بالإضافة إلى درنة التي شهدت دمارا كبيرا، فإن هناك مناطق أخرى تأثرت بالفيضانات والسيول، ومازال بعضها معزولا عن العالم الخارجي.
وقال "سيرفادي"، إن الكارثة أدت أيضا إلى تشريد العائلات حيث تم الإبلاغ عن بعض الأطفال غير المصحوبين بذويهم في درنة.
وأوضح "سيرفادي": "الوضع في درنة تحديدا رهيب للغاية، وهناك أكثر من 30 ألف نازح.. زاد عدد الضحايا، حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل 4000 وفاة، وهؤلاء فقط الذين وصلوا إلى المستشفيات، لكن السلطات المحلية تتحدث عن 6000 وفاة، ولهذا، فإن حجم الدمار هائل في مدينة يقدر عدد سكانها ما بين 80 و90 ألف نسمة، مشيرا إلى أن هذا الدمار الهائل نجم عن اندفاع المياه بعد انهيار سدي درنة".
وتابع: "هناك أضرار لحقت بمناطق أخرى -ليس بنفس القدر- ولكنها تظل متأثرة بما حدث، فنحن نسمع على سبيل المثال أن مدينة سوسة معزولة تمام، وسنكتشف المزيد في الأيام القادمة".
تأثير الأزمة على الأطفال
وحول تأثير الأزمة على الأطفال، قال "سيرفادي": "ربما أول شيء أود أن أتحدث عنه هو الكرب الذي أصابهم، يجب علينا أن نقدم الدعم النفسي والاجتماعي، ليس فقط للنازحين الذين يعيشون في أماكن الإيواء بإعادتهم للحياة الطبيعية من خلال الدعم النفسي والاجتماعي والترفيه وما إلى ذلك، وإنما أيضا لأولئك الذين ما زالوا عالقين في المنطقة المتضررة والذين عاشوا تلك الليلة الرهيبة".
وأضاف: "هناك أيضا مشكلة سوء التغذية المحتمل لأن الكثير من الناس معزولون في العديد من الأماكن، ولا تتوفر لديهم إمكانية الحصول على الغذاء، ولذلك، سنحتاج إلى مراقبة حالات سوء التغذية المحتملة، ودعم النظام الصحي للوقاية منها".
وتابع: "هناك كذلك التهديد الرئيسي المتمثل في الأمراض التي تنقلها المياه التي تضرب الأطفال بصورة أكبر بما فيها الكوليرا والإسهال، إذا تلوثت المياه بمياه الصرف الصحي.. هذه هي الأشياء التي لها الأولوية القصوى في هذه المرحلة بما في ذلك توفير مياه آمنة ودعم المرافق الصحية التي تدمر الكثير منها".
الأولويات
قال "سيرفادي": "بعيدا عن المأوى الآمن التابع لليونيسف، يعد توفير الحماية بشكل عام مصدرا كبيرا للقلق في هذه الأزمة، وهناك مخاوف أخرى تتعلق بالحماية لا سيما عندما يظل الكثير من الأشخاص في نفس الملجأ لفترة طويلة جدا، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهناك أيضا انفصال العائلات وهو أمر بالغ الأهمية وسيظهر أثره في الأسابيع القادمة".
وأوضح المسؤول الأممي: "أبلغنا بوجود بعض الأطفال غير المصحوبين بذويهم، على سبيل المثال، في أحد الملاجئ في درنة، نعمل على تسجيلهم، ومحاولة العثور على أفراد أسرهم، وفي كثير من الحالات، ستكون هناك أيضا رعاية مؤقتة لسوء الحظ إذا لم نتمكن من العثور على ذويهم.. إنها مأساة رهيبة".
وتابع: "هناك أيضا بعض موظفينا الذين فقدوا الكثير من أفراد عائلاتهم، كما تأثر المستجيبون أنفسهم".
شركاء العمل الإنساني
قال "سيرفادي": "أنا الآن في بنغازي، وسنقوم اليوم بمهمة تقييم كبيرة مشتركة بين الوكالات في درنة، والمرج، والبيضاء.. يومان كاملان إذن من العمل الميداني، وهذا جهد جيد مشترك بين الوكالات بعد المرحلة الأولى من عملية البحث والإنقاذ التي أدارها الهلال الأحمر الليبي والسلطات المحلية"
وأضاف: "نحن كمنظمة اليونيسف، أرسلنا مجموعات وإمدادات طبية إلى 10 آلاف شخص -كان هذا خلال أول يومين- وأرسلنا 1100 وحدة من مستلزمات النظافة الشخصية والملابس، لكن هذا يظل مجرد قطرة في بحر".
وتابع: "لحسن الحظ، طلبت الحكومة الليبية الدعم الدولي، لذلك هناك أيضا بعض الدول الأعضاء التي بدأت المشاركة".
وشدد: "أريد أن أشير إلى أمرين، الأول: هو أن ليبيا كانت تتحول عن العمل الإنساني، لذا فإن مخزون الإمدادات لدينا ومواردنا الإنسانية، كانت محدودة للغاية، لأننا كنا نستجيب في الأساس لأزمة الهجرة، أما الأمر الثاني: فهو أن درنة نفسها قد تضررت بشدة من الصراع".
وأضاف: "عندما زرت درنة في بداية العام والتقيت بمسؤولي البلدية هناك، أذهلني حرصهم على طي صفحة الماضي والانتقال إلى التعافي، وكانوا يريدون الأمم المتحدة هناك، لكن ما حدث الآن يعيدهم سنوات إلى الوراء بسبب حجم الدمار الهائل".
وقال: "من حسن الحظ أن الحكومة لديها صندوق إعادة الإعمار لهذه المناطق، ونأمل في الأمم المتحدة أن نكون قادرين على دعم جهود إعادة الإعمار، وستركز اليونيسف بشكل أساسي على الصحة والمياه والتعليم".
التركيز على العمل الإنساني
وقال "سيرفادي": "هناك بعض المناطق مثل مدينة سوسة التي ما زالت معزولة بسبب مياه الفيضان، وهناك مناطق سنكتشف المزيد عنها في الأيام المقبلة، بعض الدول الأعضاء قدمت مساعدات جوية وقوارب، وهذا أمر مفيد.. يجب أن أقول أيضا إن السلطات متعاونة للغاية، لقد وعدوا بتسهيل أمور التأشيرات وتسريع كل شيء".
وأضاف المسؤول الأممي "في الوقت الراهن، لا يتم التركيز على السياسة، بل على العمل الإنساني، وهو أمر جيد، ونحن في الأمم المتحدة واثقون تماما من أن هذا الأمر سيستمر".