الأزمة الأوكرانية توحد الأحزاب الإيطالية لأول مرة

الأزمة الأوكرانية توحد الأحزاب الإيطالية لأول مرة

رغم الأجواء السياسية المضطربة التي تعيشها إيطاليا مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي ٢٠٢٣، تأتي الأزمة الأوكرانية لتوحيد جهود الأحزاب السياسية، التي تشعر بالقلق إزاء إجلاء المواطنين من كييف، وحالة التصعيد وزيادة انتشار القوات على الحدود بين روسيا وأوكرانيا.

وربما للمرة الأولى منذ وقت طويل لا تنقسم الأحزاب الإيطالية حول قرارات الحكومة وطريقة تعاملها وإدارتها للمواقف السياسية، بل نجد أن معظم ممثلي الأحزاب داعمين لها.

وقد أصبح واضحا موقف الحكومة، الذي يعبر عنه وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، الذي يسعى لتهدئة الوضع عبر مواءمة الخيارات الإيطالية مع خيارات حلف الناتو، وهو ما يتماشى مع رؤية الأحزاب السياسية حتى وإن كان هناك بعض الاختلافات الدقيقة حول آلية دفع الحوار بين أطراف الأزمة الروسية- الأوكرانية.

ويمكنا أن نرى ذلك في حديث السيناتور إنريكو إيمي، عضو لجنة الشؤون الخارجية وزعيم حزب "فورزا إيطاليا"، إن موقف وزارة الخارجية الذي دعا لإجلاء المواطنين والعودة لأرض الوطن موقف مقبول بعد فشل جميع محاولات الوساطة لإنهاء الصراع.

ويطالب ماتيو سالفيني، زعيم حزب رابطة الشمال اليميني المناهض للهجرة، بالواقعية عند النظر للأمور، مشيراً إلى أن 30 مليار متر مكعب من الغاز الروسي المخصصة للسوق الإيطالية تمر عبر الأراضي الأوكرانية، ويرى سالفيني أن تخفيف التوترات وتجنب التصعيد العسكري مسألة تتعلق بالأمن القومي للبلاد، وهو ما يتماشى مع موقف الحكومة ووزارة الخارجية.

بينما جاءت مناشدات جورجيا ميلوني رئيسة حزب "إخوان إيطاليا" لجميع الأطراف المعنية بالتهدئة وعدم التصعيد الفوري والوصول إلى التوازن الصحيح، وأيضا أوزفالدو نابولي النائب عن حزب شجاعة إيطاليا الذي دعا الجميع للالتزام بموقف الناتو مطالبا بوتين بعدم تصعيد الأزمة. 

حتى التصريحات المتداولة في مجلس النواب تدعو إلى التمسك بموقف الناتو على غزار موقف الحكومة، ومطالبة موسكو بوقف التصعيد.

وحث بييرو فاسينو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، على مواصلة المبادرات من أجل التوصل لحل سياسي يضمن سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا وتقليص الوجود العسكري على حدودها، أما النائبة في البرلمان الإيطالي، ليا كوارتابيل، فقالت بشكل صريح إن الطريقة الوحيدة فقط لتجنب الحرب هي أن تلتزم روسيا بتقليص عدد القوات المشاركة في التدريبات على حدود أوكرانيا.

من الجدير بالذكر أن وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، قد دعا مواطنيه لمغادرة أراضي أوكرانيا، وما زال موقفه جليا من القضية الأوكرانية حيث يرى أن أي أعمال عدوانية ضد كييف سوف تكون لها عواقب وخيمة، مؤكدا أن بلاده ستواصل تقديم مساهمتها في المفاوضات الجارية حول الأمن في أوروبا، بهدف استعادة الثقة بين الناتو وموسكو.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية