الفاينانشال تايمز: كارثة الفيضانات في ليبيا من صنع الإنسان
الفاينانشال تايمز: كارثة الفيضانات في ليبيا من صنع الإنسان
تناولت الصحف البريطانية الصادرة، اليوم الأربعاء، العديد من القضايا العربية والدولية، ومن بينها كارثة فيضانات درنة في ليبيا والمتسبب فيها، والتي اعتبرت أن نتائجها الكارثية من صنع الإنسان.
وتحت عنوان "كارثة الفيضانات في ليبيا من صنع الإنسان جزئيا"، قالت صحيفة الفاينانشال تايمز، إنه عندما هبت العاصفة دانيال على عبر البحر الأبيض المتوسط باتجاه المنطقة الساحلية الشرقية لليبيا، كان لدى المسؤولين المحليين إنذار كاف باقتراب العاصفة من سواحلهم، وكانت العاصفة قبل أيام تسببت في فيضانات في اليونان وتركيا وبلغاريا أودت بحياة أكثر من 10 أشخاص.
وأضافت الصحيفة أنه في ليبيا لم يكن أحد مستعداً لحجم الكارثة التي كانت على وشك الوقوع، ومع هطول الأمطار الغزيرة والرياح القوية على المنطقة، انهار سدان على التلال فوق درنة، مما أدى إلى سيل من المياه اجتاح قلب المدينة.
وتقول الفاينانشال تايمز، إن "العدد الدقيق للضحايا ليس معلوما إلى الآن ولكن تم إصدار شهادات وفاة لنحو 4 آلاف شخص".
وترى الصحيفة أن مثل هذه الكارثة قد تشكل تحديات لأي دولة، لكن في ليبيا لم تكن هناك دولة فاعلة في البداية، وبدلاً من ذلك، هناك فصائل سياسية متنافسة، قسمت البلاد على مدى العقد الماضي بين الشرق والغرب".
وأوضحت الصحيفة أن هذه الفصائل المتناحرة عليها الآن أن تتحمل قدراً كبيراً من المسؤولية عن المأساة التي حلت بالليبيين.
وقالت الفاينانشال تايمز، إن الضرر الكبير لذي حل بالمدينة نجم عن انهيار السدين القديمين اللذين كانا على ما يبدو في حالة سيئة، ولطالما حذر الخبراء من المخاطر التي تشكلها إذا لم يتم الاعتناء بها بشكل صحيح.
وأضافت أن تقريراً صادراً عن هيئة تدقيق تديرها الدولة حذر قبل عامين من مغبة عدم القيام بأعمال الصيانة للسدين على الرغم من تلقي السلطات أكثر من مليوني دولار لإصلاحها في عامي 2012 و2013.
وفي نوفمبر، حذرت دراسة نشرتها مجلة جامعية ليبية من شقوق في السدود و"عواقب وخيمة" في حال انهيارهما.
وقالت الصحيفة إن ليبيا الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تدخل فيها الغرب، تحت لواء حلف شمال الأطلسي، عسكريا لدعم التمرد ضد زعيمها معمر القذافي خلال الانتفاضات العربية عام 2011.
وأضافت أن الدول الغربية التي شاركت في تدخل حلف شمال الأطلسي لم تبد اهتمامًا كبيرًا بعملية إعادة الإعمار، وترى أن الولايات المتحدة تنظر إلى ليبيا في المقام الأول من خلال منظور مكافحة الإرهاب.