الشرطة الإيطالية: حرائق الغابات أودت بحياة شخصين في جزيرة صقلية
الشرطة الإيطالية: حرائق الغابات أودت بحياة شخصين في جزيرة صقلية
ذكرت الشرطة الإيطالية، أن حرائق الغابات في جزيرة صقلية الإيطالية الواقعة في البحر الأبيض المتوسط أودت بحياة شخصين على الأقل.
وأفادت الشرطة بأن رجلا لقي حتفه أثناء إخلاء منزله في ترابيتو قرب باليرمو عاصمة الجزيرة، ولقيت امرأة (42 عاما)، حتفها قرب بلدة تشيفالو أثناء محاولة إخراج خيول من إسطبل يحترق، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وتم نقل أكثر من 700 مصطاف من فندق إلى مكان آمن، لكنهم تمكنوا من العودة ليلا، وفقا للسلطات المحلية.
وتمثل حالة الطقس مؤخرا في صقلية، بما في ذلك درجات الحرارة التي تفوق 35 درجة مئوية وموجة الجفاف، ظروفا مناسبة لاندلاع حرائق الغابات، التي أججتها الرياح الساخنة التي هبت من إفريقيا.
وتضرر الجزء الشمالي من صقلية بصفة خاصة، وتم الاضطرار إلى إخلاء أحد المباني في حرم جامعي في باليرمو.
وفضلا عن ذلك، تم إغلاق عدة مدارس وجزء من الطريق السريع بالجزيرة، وتعمل طائرات إطفاء الحرائق على إخماد ألسنة اللهب بلا توقف.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".