"حماس" تباغت إسرائيل بهجوم واسع والدولة العبرية ترد بـ"السيوف الحديدية"

"حماس" تباغت إسرائيل بهجوم واسع والدولة العبرية ترد بـ"السيوف الحديدية"

باغتت حركة حماس فجر، السبت، إسرائيل بإطلاق دفعات مكثفة من الصواريخ على مناطق إسرائيلية عدة وتنفيذ عمليات تسلل في محيط القطاع، في ما اعتبرته إسرائيل "حربا ضد دولة إسرائيل" التي ردت بغارات جوية على القطاع.

وقتل في عملية "طوفان الأقصى"، كما أطلقت عليها حركة حماس، إسرائيليان على الأقل، امرأة نتيجة قصف صاروخي، ومسؤول محلي في محيط قطاع غزة في تبادل إطلاق نار مع مهاجمين قادمين من غزة، كما قتل فلسطيني في قصف على غزة، وفق وكالة فرانس برس.

ويعتبر التصعيد الحاصل الآن هو الأعنف بين إسرائيل وقطاع غزة منذ التصعيد العسكري الأخير بين القطاع وإسرائيل في مايو الماضي.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته تخوض معارك "برية"، السبت، ضد مقاتلين فلسطينيين في المناطق المحيطة بقطاع غزة بعد تسلل هؤلاء "بالمظلات" بحرا وبرا.

وانطلقت الصواريخ في اتجاه إسرائيل من مواقع متعدّدة في أنحاء غزة عند الساعة 06,30 صباحاً (3,30 بتوقيت غرينتش)، وتتواصل حتى الآن.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن حركة حماس الإسلامية الفلسطينية تشنّ "حربا" على إسرائيل.

وأضاف في بيان بالتزامن مع اجتماع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لبحث الوضع "قوات جيش الدفاع الإسرائيلي تقاتل العدو في كل مكان".

وأطلق الجيش الإسرائيلي صفارات الإنذار في مناطق جنوب ووسط البلاد، فيما حضّت الشرطة المواطنين على البقاء قرب الملاجئ.

وأفاد صحفيون في القدس باعتراض صواريخ بعد لحظات من انطلاق صفارات الإنذار في أنحاء المدينة.

آلاف الصواريخ

وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلّح لحركة حماس الفلسطينية، مسؤوليّتها عن إطلاق الصواريخ، مشيرة إلى أنّ مقاتليها أطلقوا أكثر من 5 آلاف صاروخ.

وأضافت أنّ القيادة "قرّرت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب".

وتابعت "نعلن بدء عملية (طوفان الأقصى) ونعلن أن الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو وتحصيناته تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة".

وقال قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام محمد الضيف، إن العملية "رد على جرائم الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى".

وقال الجيش الإسرائيلي، إنّ حماس "بدأت عملية مزدوجة شملت إطلاق قذائف صاروخية وتسلّل مخربين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية".

وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم الجيش ريتشارد هيخت خلال إيجاز صحفي "كانت عملية برية مشتركة تمت من خلال طائرات مظلية عبر البحر والأرض". 

وأضاف "نحن نقاتل في الوقت الحالي، نقاتل في مواقع معينة في محيط قطاع غزة.. قواتنا تقاتل الآن على الأرض".

وقتل رئيس المجلس الإقليمي للمناطق الحدودية الإسرائيلية شمال شرق قطاع غزة خلال تبادل إطلاق النار مع مسلحين قدموا من الأراضي الفلسطينية، وفق ما أعلن المجلس.

وذكر جهاز الإسعاف الإسرائيلي "نجمة داود الحمراء" أنّ امرأة في الستينيات من عمرها قتلت "بسبب ضربة مباشرة" في إسرائيل، مضيفا أنّ 15 شخصاً آخرين أصيبوا بجروح، اثنان منهم في حالة خطيرة.

في تل أبيب الساحلية، شوهدت فجوة كبيرة في أحد المباني الذي تجمع سكانه في الخارج.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ رئيس الحكومة سيعقد اجتماعاً مع قادة الأجهزة الأمنية لبحث أعمال العنف.

فرار المئات

ووزعت حركة حماس شريطا مصورا يظهر فيه فلسطينيون يحتفلون في مخيم جباليا بسحب مقاتلين تابعين للحركة آلية عسكرية "صهيونية من نوع جيب" إلى المكان حصلوا عليها في إحدى عمليات التوغل.

وفي القدس الشرقية التي تسيطر عليها إسرائيل منذ عام 1967، هتف بعض الفلسطينيين احتفالا وأطلقوا أبواق سياراتهم مع انطلاق صفارات الإنذار وسط توالي أصوات الانفجارات.

وفي بيان لها استنكرت وزارة الصحة في قطاع غزة "استهداف قوات الجيش الإسرائيلي للمستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة".

وبحسب الوزارة، أدى القصف إلى "مقتل أحد العاملين وإصابة العديد من الموظفين والمواطنين وتعطل محطة الأكسجين وتوقفها عن إنتاج الأكسجين".

وطالبت الوزارة في بيانها بـ"حماية المؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية خلال الطوارئ".

وأفاد صحفيون في قطاع غزة بأن مئات من سكان القطاع يفرون من منازلهم الواقعة على تخوم الحدود مع إسرائيل.

وشوهد رجال ونساء وأطفال يحملون مواد غذائية وبطانيات ويخرجون من منازلهم الواقعة معظمها في شمال شرق القطاع.

ومن بين هؤلاء كانت أم أحمد غبن التي كانت تمسك بيد اثنين من أبنائها الأربعة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وكانت غبن تحمل أكياسا ملأتها بالطعام والملابس، وتقول "قامت الحرب، سأذهب إلى بيت أهلي في حي النصر رغم أنه لا مكان آمن".

السيوف الحديدية

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، إطلاق عملية عسكرية باسم "السيوف الحديدية"، ضد حركة حماس في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تغريدة على حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، "تويتر" سابقا: "الجيش يطلق السيوف الحديدية ضد حماس في قطاع غزة".

وكشف أن "عشرات الطائرات الحربية تشن غارات في عدة مناطق على أهداف تابعة لحماس في قطاع غزة".

وأضاف أدرعي في تغريدة لاحقة: "حماس بدأت بهجوم ضد دولة إسرائيل، منذ ساعات الصباح تم إطلاق نحو 2200 قذيفة وصاروخ نحو دولة إسرائيل بالإضافة إلى عمليات تسلل إلى بعض المناطق والبلدات".

وتابع: "تم استدعاء قوات كبيرة إلى منطقة الجنوب والإعلان عن حالة استثنائية في الجبهة الداخلية حتى 80 كلم، الإعلان عن تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط".

ردود فعل دولية

وأدانت دول غربية عدة العملية التي تنفذها حماس وأكدت حق إسرائيل بالدفاع عن النفس.

وتفرض إسرائيل منذ عام 2007 حصاراً مشدّداً على القطاع، تاريخ تفرّد حركة حماس بالسيطرة على القطاع.

وخاضت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل عدّة حروب مدمّرة منذ ذلك الحين.

ويأتي إطلاق الصواريخ الأخير في أعقاب فترة من التوتر المتصاعد في سبتمبر، بعد أن أغلقت إسرائيل معبر إيريز، المنفذ الوحيد لسكان غزة إلى إسرائيل، لكن لا يسلكه إلا من يملك أذونات، وهم إجمالا العمال الذين لديهم رخص عمل في إسرائيل.

وأغلق المعبر بالتزامن مع احتجاجات فلسطينية على حدود القطاع متواصلة منذ أسابيع، لجأ خلالها المتظاهرون إلى حرق الإطارات وإلقاء الحجارة والقنابل الحارقة على القوات الإسرائيلية التي ردّت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.

ويعاني قطاع غزة من نسبة بطالة مرتفعة بين الشباب والكبار.

في شهر مايو، أدّت الغارات الجوية الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ من غزة إلى مقتل 34 فلسطينياً وإسرائيلي واحد.

وخلال العام الحالي، قُتل ما لا يقل عن 247 فلسطينياً و32 إسرائيلياً وأجنبيين في أعمال عنف بين الجانبين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية