ظاهرة "مهاجري تيك توك" تثير الجدل في إيطاليا
ظاهرة "مهاجري تيك توك" تثير الجدل في إيطاليا
الميديا تسخر من الترويج للهجرة غير الشرعية وتيار اليمين المتطرف يستغل القصة
منذ سنوات تتصدر أخبار المهاجرين وقتلى "قوارب الموت" أخبار الصحافة الإيطالية، التي تسلط الضوء على هذا الملف باعتباره قضية إنسانية، لكن ظاهرة "مهاجري تيك توك" التي انتشرت مؤخرا بين المؤثرين التونسيين أعطت أبعادا جديدة للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
نشرت صحيفة "إل ماتينو" الإيطالية قصة 2 من المؤثرين التونسيين في "تيك توك" قائلة: وصلتا إلى جزيرة لامبيدوزا على زورق مطاطي مع مهاجرين غير شرعيين آخرين، بعد ما تمكنوا جميعا من إتمام رحلتهم الخطيرة عبر البحر المتوسط، ووثقت الفتاتان تفاصيل هذه الرحلة غير القانونية عبر منصة تيك توك، وفي غضون أيام قليلة، نشرتا صور سيلفي في جميع أنحاء أوروبا ومن داخل محلات الأزياء الفاخرة.
وأوضحت الصحيفة أن أبطال هذه القصة هما شيماء بن محمود، البالغة من العمر 21 عامًا، وسبع السعيدي، 18 عامًا، واتهمتهما الصحيفة بالترويج "لرحلة ساحرة وغير واقعية" تؤدي كل عام إلى وفاة آلاف الأشخاص في أعماق البحر، وعلقت الصحيفة بأسلوب ساخر "لم تتوان الفتاتان خلال هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر من الظهور بكامل أناقتهما والرقص على إيقاع الموسيقى، ثم بعد وصولهما إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية أو بوابة أوروبا الأولى للمهاجرين"، سافرا حول العواصم الأوروبية، والتقطت إحداهما مجموعة من صور بجوار برج إيفل ومن داخل سيارة "بي إم دبليو"، حيث حصدت هذه الصور إعجاب الآلاف من المتابعين حول العالم.
أما صحيفة "الماسيجيرو" الإيطالية، فقد حاولت تحليل الظاهرة من الناحية الاجتماعية والتقت بالطبيب النفسي وائل القرناوي، الذي يرى أن السبب وراء كل ما يحدث هو "كذبة الهجرة" طمعا في حياة أفضل داخل أوروبا، والتي تضخّمها وسائل التواصل الاجتماعي، ويشرح القرناوي أن المهاجرين غير الشرعيين يعتقدون أنه يمكنهم الوصول بسهولة إلى أوروبا ثم الحصول على وظيفة وأموال بسبب ما يتم نشره على وسائل التواصل، وأضاف القرناوي "لذلك يذهب المهاجرون أمام برج إيفل ويلتقطون صورة سيلفي مرتدين ملابس فاخرة حتى يخبروا عائلاتهم أن كل شيء على ما يرام".
وأشارت الصحيفة إلى وجود 2048 مهاجراً في عداد المفقودين في البحر المتوسط عام 2021، ليصل إجمالي المفقودين إلى 23 ألفا منذ عام 2014، كما تعد تونس إحدى نقاط الانطلاق الرئيسية للعبور من شمال إفريقيا إلى أوروبا، واعتقلت السلطات الإيطالية ما لا يقل عن 23 ألف شخص حاولوا الإبحار بشكل غير قانوني إلى أوروبا العام الماضي، بزيادة قدرها 360% مقارنة بعام 2019.
على الجانب الأخر، نجد حزب رابطة الشمال اليميني المناهض للهجرة، يستغل هذه القصة حتى يثبت وجهة نظره الشعبوية الرافضة بشدة لوجود المهاجرين، حيث نشر الحزب عبر صفحته الرسمية على موقع الفيس بوك عددا من مقاطع الفيديو للمؤثرين التونسيين والمقالات الصحفية التي تناولت الخبر.
أما رئيس الرابطة والزعيم اليميني المتطرف ماتيو سالفيني، فقد نشر بوست عبر الصحفة الرسمية للحزب "هذا فيديو جديد لمؤثر تونسي آخر ينشر فيديو يوثق رحلته "الممتعة" على متن القارب إلى داخل إيطاليا!! أنا فخور جدا بمحاكمتي في باليرمو يوم 4 مارس لدفاعي عن الحدود وشرف وطني"، في إشارة إلى موعد محاكمته بتهمة احتجاز مهاجرين في البحر بشكل غير قانوني أثناء توليه حقيبة وزارة الداخلية عام 2019، وقد كان سالفيني رفض لمدة 6 أيام السماح برسو سفينة تابعة لمنظمة غير حكومية إسبانية، توقفت عند جزيرة لامبيدوزا الإيطالية وترك 150 مهاجرا سريا في ظروف صحية قاسية.