27 قتيلاً على الأقل في انزلاق تربة بالكاميرون إثر أمطار غزيرة
27 قتيلاً على الأقل في انزلاق تربة بالكاميرون إثر أمطار غزيرة
قضى 27 شخصا على الأقل في انزلاق تربة، إثر هطول أمطار غزيرة مساء الأحد، في ياوندي عاصمة الكاميرون، وفق حصيلة مؤقتة أعلنها مسؤول في أجهزة الإطفاء، اليوم الاثنين.
وغالبا ما تنهار أجزاء كاملة من التربة خلال موسم الأمطار في ياوندي، جارفة منازل مشيّدة بمواد هشة أحيانا على سفوح التلال، وفق وكالة فرانس برس.
ووقعت الكارثة مساء الأحد في حي مبانكولو عند أطراف شمال غرب ياوندي، إثر انهيار سدّ يحتبس مياه بحيرة اصطناعية أقيمت في المرتفعات، وفق ما أوردت الشبكة التلفزيونية العامة "سي آر تي في".
وقال مساعد قائد فرق الإطفاء الوطنية دافيد بيتاتوا بوفونغ للصحفيين، صباح الاثنين، في الموقع "انتشلنا 15 جثة أمس و8 أخرى هذا الصباح"، مؤكدا "نواصل عمليات البحث".
وبعد قليل أعلن وزير إدارة المناطق بول أتانغا نجي ارتفاع عدد القتلى إلى 27 قتيلا.
وبث التلفزيون مشاهد تظهر سفح تلة منهارا بالكامل وما تبقى من منازل مشيدة بالخشب والطوب والصفائح المعدنية.
وقال نائب مسؤول إدارة القطاع الثاني من ياوندي داوودا عثمانو، متحدثا للإذاعة العامة "حصل انهيار للتربة إثر أمطار غزيرة وجرفت المياه كل شيء في طريقها".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".